للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعلوم أن الأبَ متقدم له، والجدَّ متقدم للأب، ولكنه أخبر عن سيادته أولًا، ثم عن سيادة أبيه، ثم عن سيادة جدِّه؛ فالترتيب يعود إلى الخبر، لا إلى الوجود. ويجوز أن يكون المراد: أنه خلقه قالَبًا من تراب، ثم قال له: (كن بَشَرًا)، فيصح النظم (١). وقال بعضهم: المقول له {كُنْ}: عيسى عليه السلام (٢)، ولا إشكال على هذا.

وفي قوله: {ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ}، وجهان من التأويل: أحدهما: أن هذا دلالة على أنه تعالى يخلق الشيء من غير نصب ولا تعب؛ لا أنَّه يختلقه بقوله {كُنْ}؛ لأنه لو أراد خلق شيء وُجد ذلك الشيء، وإن لم يقل له: (كن).


= المصادر السابقة: (إنَّ من ساد ..).
وروايته في الديوان:
قل لمن ساد ثم ساد أبوه ... قبلَهُ ثم قبل ذلك جدُّه
وقال البغدادي في "خزانة الأدب" ١١/ ٤٠: (وهذا البيت من شعرٍ مولَّدٍ لا يوثق به، وأوله مغيَّر اشتهر به، وهو أول أبيات سبعة مدح بها العباس بن عبيد الله بن أبي جعفر) وهو عم هارون الرشيد.
(١) يعني المؤلف بقوله (فيصح النظم) والله أعلى: أن الذهاب في تفسير الآية إلى هذا الوجه الأخير الذي ذكره يغني عن تمحل إجابة كالتي سبقت في تفسيرها بالوجه الأول، وأنه لا إشكال في لفظ الآية.
(٢) روى أسباط عن السدِّي عن أبي مالك (غزوان الغفاري) أنه قال عن المَعنِيِّ بالآية: (فهو أمر عيسى والقيامة). انظر: "تفسير ابن أبي حاتم" ٢/ ٦٦٦، وبه قال البغوي في "تفسيره" ٢/ ٤٧، وهذا القول مذكور في "تنوير المقباس" ٤٨. قال الآلوسي: (والضمير المجرور عائد على ما عاد عليه الضمير المنصوب، والقول بأنه عائد على عيسى، ليس بشيء؛ لما فيه من التفكيك الذي لا داعي إليه، ولا قرينة تدل عليه). "روح المعاني" ٣/ ١٨٧. ويعني بـ (الضمير المجرور): الضميرَ في {لَهُ}، ويعني بـ (الضمير المنصوب): الضميرَ في {خَلَقَهُ}. وانظر: "البحر المحيط" ٢/ ٤٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>