للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ} الابتهال في اللغة يكون على معنيين:

أحدهما: التضرع إلى الله.

والثاني: الالتعان، والدعاء بـ (البَهْلَةِ)، وهي: اللَّعْنَةُ. يقال: (عليه بَهْلَةُ اللهِ)؛ وبَهلتهُ؛ أي: لعنته (١).

قال لَبِيد:

في قُرومٍ سادةٍ مِن قومِهم ... نَظَرَ الدهرُ إليهم فابْتَهَلْ (٢).


(١) ما ذكره المؤلف من معاني الابتهال، ترجع إلى (البَهْل)، وهو: اللعن. والبَهْلَهُ بفتح الباء وبضمها تعني: اللغنة. و (باهَلَ القَومُ بعضهم بعضا)، و (تباهلوا، وابتهلوا)؛ أي: تلاعنوا، وذلك أن جتمعوا ويقولوا: لعنة الله على الظالم مِنَّا؛ وذلك إذا ما اختلفوا في شيء. ومن معاني (بَهَلَ): التخلية. ويقولون: (بَهَلْتُه)؛ إذا خلَّيته وإرادَته، و (أبهل الراعي إبِلَهُ): إذا تركها ترعى، أو تركها من الحلب. و (الباهل من الإبل): التي لا صِرَارَ على ضَرْعِها. و (أبْهَلَ الوالي رعيَّتَه): إذا أهملها. والمعنيان من وادٍ واحد؛ لأن اللعن في حقيقته: إهمال وإبعاد، فـ (بهَلَه اللهُ): لعنه وأبعده من رحمته. وهذا هو أصل الابتهال، ثم استعمل في كل دعاء يُجتهد فيه، وُيستَرسَل، وُيتضرع، وإن لم يكن التعانا. و (البَهْلُ) كذلك: الشيء الحقير اليسير، ومنه المال القليل، والماء القليل. و (التَّبَهُّلُ): العناء في الطلب. انظر: "مجاز القرآن" ١/ ٩٦، وغريب القرآن، لليزيدي: ٤٢، "الزاهر" ١/ ٢١٩، "الصحاح" ٤/ ١٦٤٢ - ١٦٤٣ (بهل)، "مقاييس اللغة" ١/ ٣١٠ - ٣١١ (بهل)، "الفائق" للزمخشري: ١/ ١٤٠، "الكشاف" ١/ ٤٣٤، "اللسان" ١/ ٣٧٥ (بهل).
(٢) البيت، في ديوانه: ١٩٧، وقد ورد منسوبًا له، في "تفسير الطبري" ٣/ ٢٩٨، "الزاهر" ١/ ٢١٩، "معاني القرآن" للنحاس ١/ ٤١٥، "النكت والعيون" للماوردي: ١/ ٣٩٨، "أساس البلاغة" ١/ ٧١ (بهل)، "تفسير القرطبي" ٤/ ١٠٤. وقد وردت روايته في بعض المصادر السابقة: (في كهول سادة)، وورد في كل المصادر السابقة: (.. من قومه) بدلًا من: (.. من قومهم). و (قُروم) مفردها: (قَرْم)، وهو: السيِّد المقدَّم في الرأي والمعرفة وتجارب الأمور. ويقال كذلك للسيد الرئيس: (مُقرَم). انظر: "أساس البلاغة" ٢/ ٢٤٨ =

<<  <  ج: ص:  >  >>