وقال الطبري: (والإضلال في هذا الموضع: الإهلاك)، ولم يختلف المعنى؛ لأن الإهلاك من نتائج الإضلال ولوازمه. وقد بيَّن الطبري نفسه هذا الأمر فقال في نفس الصفحة: (.. لو يصدُّونكم أيها المؤمنون عن الإسلام، ويصدونكم عنه إلى ما هم عليه من الكفر، فيهلونكم بذلك). "تفسيره" ٣/ ٣٠٤. ولذا قال ابن عطية عن تفسير الطبري لهذه اللفظة بـ (الهلاك): (وهذا تفسير غير خاص باللفظة، وإنما اطَّرد له؛ لأن هذا الضلال في الآية اقترن به الهلاك، وأما أن تفسر لفظة الضلال بالهلاك فغير قويم). "المحرر الوجيز" ٣/ ١٦٣. (٢) لم أقف على مصدر هذه الرواية عنه. وقد أورد ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٤٠٤، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٤٨٨ عن ابن عباس أنَّ المقصود بالطائفة هم اليهود حين دعوا معاذ بن جبل، وعمار بن ياسر إلى دينهم. (٣) في (د): (يستزلوا). (٤) قيل: إن المقصود بـ {طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}: هم النصارى، وبه قال سفيان بن عيينة، فقد ورد عنه قوله: (كل شيء في آل عمران من ذكر أهل الكتاب، فهو في النصارى). أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٦٧١، وأورده السيوطي في " الدر" ٢/ ٢٣٩، وزاد في نسبته إلى ابن المنذر. ودفع هذا القول الشوكاني في "الفتح" ١/ ٣٥٢، وقال: (ويدفع هذا أن كثيرًا من خطابات أهل الكتاب المذكورة في هذه السورة، لا يصح حملها على النصارى =