للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرئ باختلاس (١) حركة الهاء، اكتفاءً بالكسرة من الياء (٢)، وأنشدوا على هذا:

أنا ابنُ كلابٍ (٣) وابنُ أوْسٍ فمَنْ يَكُنْ ... قِنَاعُهُ مَغْطِيًا فإنِّي لَمُجْتَلِي (٤)


= الشيئين من أي نوع كان.
يصف الذئب بأنَّهُ تقَبَّضَ؛ أي: جمع قوائمه ليثب على الظبي. فلمَّا رأى الذئبُ أن لا مجال لإدراك الظبي والشبع منه ولا مجال للدَّعةِ -وهي الخفض ولين العيش-، فحينها مال إلى أرْطاةِ حِقْفٍ فاضطجع. و (الأرطاة): شجر ينبت في الرمل وجمعها: (أرْطَى). و (الحِقْف) بكسر الحاء وسكون القاف، وهو: المعوجُّ من الرمل، وجمعه: (أحقاف)، و (حُقوف)، و (حِقاف)، و (حِقَفَة).
انظر: "اللسان" ١/ ٦ (أبز)، ٤/ ٢٤١٤ (صدع)، ٢/ ٩٣٩ (حقف)، "شرح شواهد الشافية" ٤/ ٢٧٥ - ٢٧٦.
والشاهد فيه هنا: إبدال تاء التأنيث في (دعه) هاءً، ومعاملة الكلمة في الوصل كما تعامل في الوقف. واعترض السمين الحلبي على الفراء في إيراده هذا البيت شاهدًا في هذا الموضع؛ لأن الهاء في البيت هي هاء التأنيث، والكلام هنا عن هاء الضمير، وهاء التأنيث لاحظ لها من الحركة البتةَ. انظر: "الدر المصون" ٣/ ٢٦٤.
(١) اختلاس الحركة: الإسراع بها إسراعًا يحكم السامع له أن الحركة قد ذهبت، وهي كاملة في الوزن. انظر: "التمهيد" لابن الجزري: ٥٩. فالقارئ لا يكمل الحركة، بل يأتي بثلثيها فقط.
(٢) وهي قراءة نافع برواية الحلواني عن قالون عنه، وقراءة يعقوب وأبي جعفر من العشرة. انظر: "المبسوط" لابن مهران: ١٤٥، "حجة القراءات" ١٦٧، "إتحاف فضلاء البشر" ص ١٧٦.
(٣) جاءت في (أ)، (ب)، (ج): (حلاب). والمثبت من مصادر البيت.
(٤) لم أقف على قائله، وقد ورد في "معاني القرآن" للفراء: ١/ ٢٢٣، "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٦٧٨ (غطى)، "الصحاح" ٢٤٤٧ (غطا)، "الإنصاف" ٤٠٧، "اللسان" =

<<  <  ج: ص:  >  >>