للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يُقبَل منه، يدل عليه قولُه: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا} [غافر: ٨٥].

وقال ابن كَيْسان (١)، والزجاج (٢): أي: خضعوا وانقادوا من جهة ما فطرهم عليه، ودَبَّرَهُم به، لا يمتنعُ مُمْتَنِعٌ مِن جِبِلَّةٍ جُبِلَ (٣) عليها، ولا يَقدِرُ على تغييرها، أحب تلكَ الجِبِلَّةِ أو كرهها؛ يدل على تصديق هذا القول: قوله تعالى: {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} لأن المعنى: أنه بدأكم على إرادته، شئتم أو أبيتم، وهو يبعثكم كما بدأكم، والتأويل: أتبغون دينا غير دين (٤)؛ الذي هذه صفته.

وفي قوله: {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} وعيد لهم؛ أي: أتبغون غير دين الله، وتزيغون عن الله، مع أن مرجعهم إليه، فيجازيهم على رفضهم دينه، وأخذهم سواه.

وقوله: {طَوْعًا وَكَرْهًا} الطَّوْعُ: الانقياد؛ يقال: (طاعَهُ، يَطُوعُه، طوعًا) (٥): إذا انقاد له، وخضع. فإذا مضى لأمره (فقد أطاعَهُ)، وإذا وافقه، (فقد طاوَعَهُ) (٦).


(١) قوله في "تفسير الثعلبي" ٣/ ٦٩ أ، "البحر المحيط" ٢/ ٥١٥.
(٢) في "معاني القرآن"، له: ١/ ٤٣٨. وهذا النص -هنا- له، من: (أي خضعوا ..) إلى (الذي هذه صفته).
(٣) الجِبِلَّةُ: الخليقة، والطبيعة، والغريزة ويقال للخلق: (الجِبِلّة، والجِبِلّ، والجِبُلّ، والجُبُلُ، والجُبُلّ، والجِبْلُ). و (جَبَلَه الله على كذا)؛ أي: فطره عليه. انظر: "الزاهر" ١/ ٣٢١، "المجمل" ٢٠٦ (جبل)، "المصباح المنير" ٣٥ (جبل).
(٤) في "معاني القرآن": الدين.
(٥) (طوعا): ساقطة من: (ج).
(٦) انظر: (طوع) في "تهذيب اللغة" ٣/ ٢١٥٣، "الصحاح" ٣/ ١٢٥٥، "المقاييس" ٣/ ٤٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>