للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليهود بينهم؛ ليفتنوهم (١) عن دينهم (٢).


(١) في (ب): (ليغشوهم).
(٢) ورد ذلك في روايات عدة تتفق في مضمونها، وأكثرها تفصيلًا، ما أخرجه الطبري في "تفسيره" ٤/ ٢٤ - ٢٥، عن زيد بن أسلم، وخلاصتها: أن شاس بن قيس اليهودي -وكان عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين والحسد لهم، وقد كبر في الجاهلية وأسَنَّ -مرَّ يومًا على نفر من المسلمين- من الأوس والخزرج-، فغاظه ما رآهم عليه من الألفة وصلاح ذات البين، فأوعز إلى شاب من اليهود أن يجلس بينهم، ويُذَكِّرهم يوم بُعاث - وقد اقتتل فيه الأوس والخزرج في الجاهلية، وكان الظفر فيه للأوس، وما كان قبله من معارك بين الحيِّيْنِ، وينشدهم بعض ما قالوا فيه من أشعار، ففعل الشاب، فتنازع الحيَّان، ووثب كلٌّ مِن أوْس بن قيظى، من الأوس، وجبَّار بن صخر من الخزرج، فتقاولا، وغضب الفريقان، وأخذتهم حميَّةُ الجاهلية، ورَبَا الأمرُ بينهم وتداعوا إلى حمل السلاح وتواعدوا للقتال، وخرجوا إلى ظاهر المدينة، وانحاز الأوس إلى بعضهم، وكذلك الخزرج، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين، ووعظهم، فعرف القوم أنها نَزْغةٌ من الشيطان، وكَيْدٌ من عدوهم، فألقوا السلاح، وبكوا، وتعانقوا، وانصرفوا مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - سامعين مطيعين، فأنزل الله قوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} إلى قوله: {لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
وانظر: "سيرة ابن هشام" ٢/ ١٨٣ - ١٨٤، "أسباب النزول" للواحدي: ١١٩ - ١٢٠، "تفسير الثعلبي" ٣/ ٨٣ - ب، وأورده السيوطي في "الدر" ٢/ ١٠٢ - ١٠٣ وزاد نسبة إخراجه لابن المنذر، وأبي الشيخ. وأورده السيوطي في لباب النقول: ٥٥. وقد روى الواحدي بسنده إلى عكرمة نحو هذه الحادثة مع الاختصار. انظر: "أسباب النزول" له: (١٢٠)، وأوردها عنه -كذلك- السيوطي في "الدر" ٢/ ١٠٣ ونسب إخراجها لابن المنذر.
كما ورد عن ابن عباس ومجاهد نحو ذلك. انظر: "تفسير عبد الرزاق" ١/ ١٢٨، "تفسير الطبري" ٤/ ٢٤ - ٢٥، "تفسير ابن أبي حاتم" ٣/ ٧١٩، "مجمع الزوائد" ٦/ ٣٢٦، "الدر المنثور" ٢/ ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>