للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} أي (١): مواطن. قال ابن عباس (٢): كل رجل لِمَقعَدِه الذي يصلح له.

وقد بيّنّا أن معنى القُعُود -في أصل اللغة-: الثُّبُوت، على أي حال كانت، عند قوله: {الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} [البقرة: ١٢٧].

فمعنى: {مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} مراكز (٣)، ومَثابِتَ، لا مَجَالِس (٤).

وقوله تعالى: {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. قال ابن عباس (٥): يريد: سميعٌ لقولكم، عليمٌ بما في قلوبكم؛ وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استشار أصحابه في ذلك الحرب (٦)، فمنهم من أشار عليه بأن يقيم في المدينة، ومنهم من أشار عليه بالخروج إليهم، فقال الله -تعالى-: أنا {سَمِيعٌ} لِمَا يقوله المُشيرون عليك (٧)، {عَلِيُمٌ} (٨) بما يُضْمِرُون.


= أما (المَباءة) فهي من: (أبَأتُ الإبلَ مَباءَةً): أنخت بعضها إلى بعض. فيتعدى الفعل هنا بالهمزة. انظر: (بوأ) في: "تهذيب اللغة" ١٥/ ٥٩٤، و"الصحاح" ١/ ٣٧، و"اللسان" ١/ ٣٨٢.
(١) من قوله: (أي ..) إلى (.. مقاعد للقتال): ساقط من (ج).
(٢) لم أقف على مصدر قوله.
(٣) في (ج): (مراكب).
(٤) قال ابن دريد: والمقاعد: موضع القعود في الحرب وغيرها. "الجمهرة" ٢/ ٦٦١ (قعد).
(٥) لم أقف على مصدر قوله.
(٦) هكذا جاءت (ذلك الحرب) على التذكير. والمعروف أن الحرب مؤنثة، لكن حكى ابن الأعرابي والمبرد فيها التذكير، ولكنها نادرة، وقد تُذكَّر إذا ضُمِّنت معنى القتال. انظر: (حرب) في: "الصحاح" ١/ ١٠٨، و"اللسان" ٢/ ٨١٥.
(٧) في (ج): (عليكم).
(٨) (عليم): ساقطة من (ج).

<<  <  ج: ص:  >  >>