للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقله الواحدي عن الأزهري وجدناه يقول: قال الأزهري: اتفق العلماء أن "الإيمان" معناه: التصديق كقوله: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} [يوسف: ١٧] أي بمصدق ... (١) والقول: إن الإيمان مجرد التصديق هو المشهور عند الأشاعرة، ولهم قول آخر كقول السلف وهو: أن الإيمان قول وعمل (٢). فأخذ الواحدي في هذه المسألة بمشهور قول الأشاعرة فيها.

ومثال آخر في حقيقة التوحيد ومعنى الوحدانية لله، قرر هذه المسألة على طريقة المتكلمين من الأشاعرة فيقول: "وقال أصحابنا حقيقة الواحد في وصف الباري سبحانه أنه واحد لا قسيم له في ذاته، ولا بعض له في وجوده بخلاف الجملة الحاملة التي يطلق عليها لفظ الواحد مجازًا كقولهم: دار واحدة وشخص واحد، ولهذا قال أصحابنا: التوحيد هو نفي الشرك والقسيم والشريك والشبيه فالله -سبحانه وتعالى- واحد في أفعاله لا شريك له يشاركه في إثبات المصنوعات وواحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا يشبه الخلق فيها ... (٣).

فهذِه الأنواع التي أثبتوها في معنى التوحيد فيها ألفاظ مبهمة محتملة، ولو كان كل ذلك حقًا، فالإقرار به لم يخرج المشركين من دائرة الشرك التي وصفهم الله بها، ولابد من الإقرار بتوحيد الإلهية (٤).

في باب صفات الله سلك فيها كذلك مسلك الأشعرية؛ حيث يؤول


(١) "البسيط" ص ٤٢٧.
(٢) ذكره ابن تيمية في "الإيمان الأوسط" ص ٥١.
(٣) "البسيط" ١/ ١٠٠، من "النسخة الأزهرية".
(٤) انظر: "رد ابن تيمية في الرسالة التدمرية" ص ١٧٩ - ١٨٥. وانظر: ص ٥٤ - ٥٥ من هذه الدراسة حيث سبق ذكر للواحدي ونقل بعض كلام ابن تيمية في الرد عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>