للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان سبب ذلك أن (١) عبد الله بن أُبَيٍّ انْخَزَلَ (٢)، فرجع عن الطريق في ثلاثمائةٍ، وهمت الطائفتان بالانصراف معه، فعصمهم الله، فلم ينصرفوا ومضوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣).

والفَشَل: الجُبْنُ، والخَوَرُ (٤).

وقوله تعالى: {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} قال ابن عباس (٥): يريد: ناصِرُهما، ومُوَالٍ لهما على مَنْ عاداهما (٦).


(١) أن: ساقطة من (ج).
(٢) انخزل؛ أي: انفرد وانقطع. و (الخَزْلُ، والاختزال، والانخزال): القطع والتقطع. انظر: "المجموع المغيث في غريب القرآن والحديث" ١/ ٥٧٤، و"النهاية في غريب الحديث": ٢/ ٢٩ (خزل).
(٣) وبقي من المجاهدين مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعمائة - رضي الله عنه - أجمعين- بعد رجوع ابنِ أُبَي ومن معه من الثلاثمائة، وكان عدد المشركين: ثلاثة آلاف.
انظر خبر هذه الغزوة في "سيرة ابن هشام" ٣/ ٣ وما بعدها، "طبقات ابن سعد" ٢/ ٣٦، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٤٩٩ وما بعدها، و"المنتظم" لابن الجوزي ٣/ ١٦١، و"الكامل في التاريخ" ٢/ ١٠٣، و"عيون الأثر" ٢/ ٥، و"البداية والنهاية" ٣/ ١٠، و"حدائق الأنوار" لابن الديبع: ٢/ ٥١٨.
(٤) انظر: "تفسير الطبري" ٤/ ٧٤، و"معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٦٥، و"تفسير المشكل من غريب القرآن" لمكي ٥١، و"تذكرة الأريب" لابن الجوزي ١/ ٩٨، و"تحفة الأريب" لأبي حيان ٢٤٧.
قال ابن عباس: {أَنْ تَفْشَلَا} يعني: أن تَجْبُنا، بلغة حِمْيَر). "اللغات في القرآن": ٢٠.
(٥) لم أقف على مصدر قوله.
(٦) وقد فسرها ابن إسحاق بقوله: (المدافع عنهما ما همَّتا به من فشلهما؛ وذلك أنه إنما كان ذلك منهما عن ضعف ووهن أصابهما، غير شك في دينهما، فتَولَّى دفع ذلك عنهما برحمته وعائدته، حتى سلمتا من وهونهما وضعفهما، ولحقتا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -). "سيرة ابن هشام": ٣/ ٥٨. وانظر: "تفسير الطبري" ٤/ ٧٤، و"تفسير ابن أبي حاتم" ٣/ ٧٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>