للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واسعة. (وفي الأرض العريضة مذهبٌ) (١) [و] (٢) قال:

كأنَّ بِلادَ اللهِ وَهْيَ عَرِيضةٌ ... على الخائفِ المَطْلُوبِ كِفَّةُ حابِلِ (٣)

وإنما يقال للشيءِ الواسع: (عَرِيض)؛ لأن الشيء إذا عَرُضَ اتَّسَعَ، وإذا لم يَعْرُضْ، ضاقَ وَرَقَّ.

قالوا (٤): وتشبيه عرض الجنة بعرض السَّموات والأرض على التمثيل لا على التحقيق؛ معناه: عرضها كعَرْضِ السموات والأرض عند ظَنِّكم؛ لأنه لا شيء عندنا أعرض منها، فهو كقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} (٥)؛ يعني: عند ظنكم؛ لأنَّهما لابد زائلتان. فَلمَّا كانَ قوله: {مَا


(١) في "تفسير غريب القرآن": ضبطها المحقق: (مذهبُ) بدون تنوين. وهذه العبارة أشبه لأن تكون مقطعًا من بيت شِعْرٍ، ولكني لم أقف عليه.
(٢) ما بين المعقوفين زيادة من (ج).
(٣) البيت لم أهتد إلى قائله، وقد ورد غير منسوب في: "تفسير غريب القرآن" ١١١، و"الكامل" للمبرد ٣/ ١٣١، و"غريب الحديث" للخطابي ١/ ٧٠٥، و"تفسير الثعلبي" ٣/ ١١٦ب، و"زاد المسير" ١/ ٤٦٠، و"تفسير القرطبي" ٤/ ٢٠٥، و"لسان العرب" ٧/ ٣٩٠٤ (كفف)، و"البحر المحيط" ٣/ ٥٧.
وقد ورد في "الكامل" و"اللسان": (كأن فجاج الأرض ..).
والكِفَّةُ -بكسر الكاف-: كل شيء مستدير، وهي هنا: حِبالة الصائد، لاستدارتها، أما إذا كانت مستطيلة فهي: (كُفَّة) -بضم الكاف-، وجمعها: (كِفَف)، و (كِفاف). والحابل: الصائد الذي ينصب الحِبَالة، وهي المصيَدة. انظر: "الكامل" ٣/ ١٣١، و"اللسان" ٧/ ٣٩٠٤ (كفف)، و"القاموس" ص ٩٨١ (حبل).
(٤) ممن قال ذلك: الثعلبي في "تفسيره" ٣/ ١١٦ ب. ويبدو أن المؤلف نقل هذا القول عنه بتصرف.
(٥) سورة هود: من آية ١٠٧، وآية: ١٠٨. وتمام الآيات ليتضح المعنى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (١٠٧) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>