(وهكذا أخرجه عبد الغني بن سعيد الثقفي في: تفسيره، عن موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مطوَّلًا. ومقاتل متروك، والضحاك، لم يسمع من ابن عباس، وعبد الغني وموسى هالكان. وأورد هذه القصة: الثعلبي، والمهدوي، ومكي، والماوردي، في تفاسيرهم بغير سند). "الإصابة": ٣/ ٥٥٠. وهذه القصة لم يذكرها مقاتل في تفسيره المطبوع، ولا الماوردي في "النكت والعيون" خلاف ما ذَكَرَه ابنُ حجر. وهناك سبب آخر ذكره العلماء لهذه الآية، وهو: أن رجلين؛ أنصاريا وثَقَفِيًّا، آخى بينهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكانا لا يفترقان، فخرج الثقفي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في إحدى غزواته، وخلَّفَ الأنصاريَّ على أهلِهِ، وحاجته، فكان يتعاهد أهل الثقفي، فرأى يومًا امرأة أخيه الثقفي بارزة، فوقعت في نفسه، فراودها عن نفسها فأبت، وسترت وجهها منه بكفِّها، فقَبَّلَ كفَّها، ثم خرج بعدها، سائحا في الجبال، نادِمًا خائِفًا من ذنبه، إلى أن أتاه أخوه الثقفي فأخذ بيده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بعد أن علم بحاله، فأنزل الله هذه الآية. وقد ذكر هذا السبب -مع اختلاف في التفاصيل-: مقاتل في "تفسيره" ١/ ٣٠١، والثعلبي في "تفسيره" ٣/ ١١٩ ب، وعزاها للكلبي عن ابن عباس، وابن الجوزي في "الزاد" ١/ ٤٦٢ وقال: (رواه أبو صالح عن ابن عباس).