للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معنى {أَمْ حَسِبْتُمْ}: (بَلْ حَسِبْتُم)، على جهة الإنكار (١)، أي: لا تحسبوا ذلك. ومضى الكلام في هذا، في مواضع (٢).

وقوله تعالى: {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ}.

قال أبو إسحاق (٣): (لَمَّا) جوابٌ لقولِ القائل: (قَدْ فَعَلَ فُلان). فجوابه: (لَمَّا (٤) يَفْعَل)؛ لأن (لَمَّا) مُؤَكَّدٌ بِحَرْفٍ؛ كما أُكِّدَ الابتداءُ بـ (قد).

وإذا قال: (فَعَلَ فلان)، فجوابه: (لَمْ يَفْعَل). وإذا قال: (لَقَد فَعَل)، فجوابه: (ما فَعَل) (٥) كأنه قال: (واللهِ لَقَد فَعَل) (٦)، وقال المُجِيبُ: (واللهِ ما فَعَل) وإذا قال هو يفعل فجوابه و (لا يَفْعَل) (٧) وإذا قال سيفعل


(١) (أم) هذه، هي المنقطعة، التي تقدر بـ (بل) -التي للإضراب-، وهمزة الاستفهام التي تفيد الإنكار. والتقدير: (بل أحسبتم؟). وانظر أقوالًا أخرى فيها، في: "المغني" لابن هشام ٨٢١، و"البحر المحيط" ٣/ ٦٥ - ٦٦، و"الدر المصون" ٢/ ٣٨٠، ٣/ ٤٠٨ - ٤٠٩، و"دراسات لأسلوب القرآن الكريم" القسم الأول ١/ ٣١٣ - ٣١٥.
(٢) انظر: "البسيط" عند تفسير الآيات: ١٠٨، ١٣٣، ٢١٤ من سورة البقرة.
(٣) في "معاني القرآن" ١/ ٤٧٢. نقله عنه بتصرف.
(٤) (لما): ساقطة من (ج).
(٥) في "المعاني": ما يفعل.
(٦) في "المعاني" (والله هو يفعل). وقد أورد هذا سيبويه في "الكتاب" ٣/ ١١٧ وفيه: (والله لقد فعل) كما هي عند المؤلف.
(٧) انظر: "كتاب سيبويه" ٣/ ١١٧ فقد وردت نفس العبارات التي أوردها الزجاج، ويبدو أنه نقلها عن سيبويه.
قال الزمخشري: (و (لَمَّا) بمعنى (لم)، إلا أن فيها ضربًا من التوقع، فدل على نفي الجهاد فيما مضى، وعلى توقعه فيما يُستقبل. وتقول: (وعدني أن يفعل كذا، ولَمَّا)، تريد: ولم يفعل، وأنا أتوقع فعله). "الكشاف" ١/ ٤٦٧.
قال أبو حيان -معلقًا على قول الزمخشري السابق-: (وهذا الذي قاله في (لَمَّا) =

<<  <  ج: ص:  >  >>