للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

احتمالك (١).

وقوله تعالى: {لِنْتَ لَهُمْ} (لانَ، يَلِينُ، لِينًا) (٢)، و (لَيَانًا) -بالفتح: إذا رَقَّ، وحَسُنَ [خُلُقُهُ] (٣)، وانْقادَ (٤).

قال الشاعر:

وإنْ هي أعطتك اللَّيانَ كأنها ... لِغَيرك مِن خُلّانِها سَتَلِينُ (٥)


(١) وقد جوز هذا الرأي الفخر الرازي في "تفسيره" ٩/ ٦٤ قائلًا: (وقال المحققون: دخول اللفظ المهمل الضائع في كلام أحكم الحاكمين، غير جائز)، ثم ذكر هذا الرأي واستصوبه.
والذي دفع لهذا الرأي هو تنزيه كتاب الله من أن يكون فيه حرف زائد مهمل، لا معنى له. وهذا فيه نظر؛ لأن القائلين بزيادة (ما) ويغرها من الحروف، لا يقصدون جواز سقوطها، وأنها مهملة لا معنى لها، بل يقولون: إنها مَزيدة لمعنًى مقصود، وهو -هنا- في (ما): التوكيد؛ أسوة بسائر ألفاظ التوكيد الواردة في القرآن. وكون (ما) للاستفهام التعجبي، قد رَدَّه علماءُ النحو، من ناحية الصناعة النحوية، ومنهم: ابن هشام في "المغني" ٣٩٤، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٣/ ٩٨، والسمين الحلبي في "الدر المصون" ٣/ ٣٦٢.
(٢) ضُبطت: (لَيْنًا) بفتح اللام، في "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٣١٤ (لين)، و"تفسير الثعلبي" ٣/ ١٣٦ أ، وضبطت في بقية المصادر اللغوية التالية: (لينا) بكسر اللام.
(٣) ما بين المعقوفين زيادة من (ج).
(٤) ورد في مصادر اللغة: اللِّين: ضد الخشونة، قال الراغب: (ويستعمل ذلك في الأجسام، ثم يستعار للخُلُق وغيره من المعاني). "مفردات ألفاظ القرآن" ٧٥٢ (لين). أما (اللِّيان) بكسر اللام فمصدر الملاينة، يقال: (لايَنْته مُلايَنْة)، و (لِيَانا). انظر (لين) في: "جمهرة اللغة" ٢/ ٩٨٩، و"الصحاح" ٦/ ٢١٩٨، و"المقاييس" ٥/ ٢٢٥، و"اللسان" ٧/ ٤١١٧، و"القاموس" (١٢٣٢).
(٥) البيت، لكُثَيِّر عَزَّة وقد ورد منسوبًا له في: "زهر الآداب" ١/ ١٧. وليس في ديوانه، وأورده محقق ديوانه وجعله مما نُسِب له، وأحال على المصدر السابقة =

<<  <  ج: ص:  >  >>