للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَنَفى ذلك عنه. و-أيضًا- فإنَّ ما هو مِن هذا (١) القبيل في التنزيل، أُسنِدَ الفعلُ فيه إلى الفاعل، نحو: {مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ} [يوسف: ٣٨]، و {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ} [يوسف: ٧٦]، و {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ} [آل عمران: ١٤٥]، و {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا} [التوبة: ١١٥] , و {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ} [آل عمران: ١٧٩].

ولا يكاد يجيء منه: (ما كان زيدٌ ليُضْرَبَ)، فيُسنَد الفعلُ فيه إلى المفعول به، فكذلك: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} يُسندُ (٢) فيه الفعلُ إلى الفاعل. يُؤكِّدُ (٣) هذا الفصل، ما حكى أبو عبيد (٤) عن يونس (٥) أنه اختار (يَغُلّ) -بفتح الياء-، وقال: لا يكون في الكلام: (ما كان لك أن تُضْرَب) بضم التاء.


(١) من قوله: (من هذا ..) إلى (يُسند فيه الفعل إلى الفاعل): نقله -بتصرف يسير- عن "الحجة" للفارسي ٣/ ٩٦.
(٢) من قوله: (يسند ..) إلى (.. عن يونس أنه): ساقط من (ج).
(٣) في (أ): (بمؤكد). والمثبت من (ب)، (ج).
(٤) (أ)، (ب)، (ج): (أبو عبيدة). وما أثبَتُّه فمن "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٦٨٨. فقد ورد فيه: (وأخبرني المنذري، عن الحسين بن فهم، عن ابن سلام، قال: كان أبو عمرو بن العلاء، ويونس يختاران ..) وذكره. وابن سَلّام، هو: أبو عبيد. والمؤلف، كثيرًا ما ينقل عن "تهذيب اللغة" بتصرف. وانظر: "اللسان" ٦/ ٣٢٨٦ (غلل).
(٥) هو: أبو عبد الرحمن، يونس بن حبيب الضَبِّي بالولاء نحوي بصري، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، وحماد بن سلمة، وكانت له حلقة بالبصرة يحضرها أهل العلم، والأدباء وفصحاء الأعراب، توفي سنة (١٨٣هـ). انظر: "أخبار النحويين البصريين" ٥١، و"طبقات النحويين" للزبيدي ٥١، و"إنباه الرواة" ٤/ ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>