(١) معنى الآية -على هذا الوجه-: لا تُعْطِ العطيَّةَ تلتمس أكثر منها. وهذا قول ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، وعطاء، وطاوس، وأبي الأحوص، وإبراهيم النخعي، والضحاك، وقتادة، والسدي، وغيرهم، واستظهره ابن كثير. ويرى الضحاك أن هذا خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، مباح للناس عامة. وقيل: لا تعط عطاءً وتستكثره؛ لأن الكريم يستقل ما يعطي، وإن كان كثيرًا. ذكره ابن جُزي. وهناك أقوال أخرى في الآية، هي: - لا تمنن بعملك على ربك تستكثره وهو قول الحسن، والربيع، واختيار الطبري. - وقيل: لا تضعف أن تستكثر من الخير؛ على أنَّ (تَمْنُنْ) -في كلام العرب-: تضعف. وهي رواية خصيف عن مجاهد. أو لا تضعف عن تبليغ الرسالة، وتستكثر ما حملناك من ذلك. ذكره ابن جُزَي. - وقيل: لا تمنن بالنبوة والقرآن على الناس، تستكثرهم به، تأخذ عليه عوضًا من الدنيا. وهو قول ابن زيد. انظر: "تفسير الطبري" ٢٩/ ١٤٨ - ١٥٠، "وتفسير ابن جزي" ٨٠٦، و"تفسير ابن كثير" ٤/ ٤٦٦. (٢) انظر هذه المعاني لـ (المن) في: "الزاهر" ٢/ ٣٥٥ - ٣٥٧، و"تهذيب اللغة" ٤/ ٣٤٥٩ - ٣٤٦٠، و"مفردات ألفاظ القرآن" ٧٧٧، و"قاموس القرآن" للدامغاني ٤٤٤، و"بصائر ذوي التمييز" ٤/ ٥٢٧ - ٥٢٨.