للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم، ولكِنَّا لا نَرَى أنْ يكون قتال؛ يعنون: لا يكون اليوم قتالٌ؛ ولو نعلم أنه يكون لاتَّبعناكم؛ وأرادوا: أن انصرافنا؛ لِعِلْمِنَا بِأَنَّ (١) الفريقين لا يقْتَتِلان. ونافقوا بهذا القول؛ لأنه كان في قلوبهم خلاف ما تكلموا به.

قالَ الله تعالى: {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ} يريد: أنَّهم [بما] (٢) أظهروا من خذلان المؤمنين عند الحرب، صاروا أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان؛ وذلك (٣) أنهم قبل هذا، كانوا -بظاهر حالهم- أقرب إلى الإيمان، حتى هتكوا أنفسَهم عند مَنْ تخفى عليه حالُهم مِنَ المؤمنين، الذين كانوا يحسنون الظنَّ بهم. وفي هذا دليلٌ على أنَّ مَنْ أتَى بكلمة التوحيد لم يكفر، ولم يُطْلَق القولُ بتكفيره؛ لأن الله تعالى لم يُطْلق القول بتكفيرهم، مع أنهم كانوا كافرين؛ لإظهارهم القولَ بـ (لا إله إلا الله، محمد رسول الله).

وقوله تعالى (٤): {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} قال المفسِّرون (٥): يعنى: بإظهار الإيمانِ وإضمار الكفر.

وقال بعضهم (٦): يعنى (٧) قولَهم: {لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ}، ولو


(١) في (ج): (أن).
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من: (أ)، (ب). والمثبت من (ج).
(٣) من قوله: (وذلك ..) إلى (.. إلى الإيمان): ساقط من (ج).
(٤) (وقيل): بدلًا من: (وقوله تعالى).
(٥) لم أقف على من قال بهذا القول. وقد أورده الماوردي في "النكت والعيون" ١/ ٤٣٥.
(٦) ممن قال ذلك الطبريُّ في "تفسيره" ٤/ ١٦٩.
(٧) في (ب) وردت هنا عبارة وهي: (إظهار الإيمان). وهي زيادة لا وجه لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>