للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

روى ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لَمَّا أُصِيبَ إخْوانكم يومَ أُحُد، جَعَلَ اللهُ أرواحَهم في أجواف طَيْر خُضرٍ، تَرِدُ أنهارَ الجَنَّة، وتأكل مِنْ ثمارِها، وتَسْرَحُ مِنَ الجنة حيث شاءت، وتأوي إلى قناديل من ذهب تحت العرش، فَلَمَّا رأوا طِيبَ مَقِيلِهم (١) ومطعمهم ومشربهم، قالوا: يا ليت قومنا يعلمون مما نحن فيه من النعيم، وما صنع الله عز وجل بنا؛ كي يرغبوا في الجهاد، وقال الله عز وجل: أنا مخْبِرٌ عنكم، ومُبَلغ إخوانكم، فَفَرحوا بذلك واستبشروا؛ فأنزل الله هذه الآية" (٢).


= أنس بن مالك. انظر: "سيرة ابن هشام" ٣/ ١٨٤ - ١٨٧، و"تفسير الطبري" ٤/ ١٧٣، و"تفسير الثعلبي" ٣/ ١٤٦ أ، و"أسباب النزول"، للواحدي ص ١٣٤، و"زاد المسير" ١/ ٥٠٠، و"تفسير القرطبي" ٤/ ٢٦٩.
وقيل: إن أولياء الشهداء كانوا إذا أصابتهم نعمة أو سرور، تحسروا على الشهداء
وقالوا: نحن في النعمة والسرور، وآباؤنا وأبناؤنا وإخواننا في القبور. فأنزل الله تعالى هذه الآية؛ تنفيسًا عنهم، وإخبارًا عن حال قتلاهم. ذكره الثعلبي في "تفسيره" ٣/ ١٤٧ ب، والواحدي في "أسباب النزول" ص ١٣٤ ولم يعزواه لقائل. وانظر الروايات في أسبابها في: "الدر المنثور" ٢/ ١٦٩، و"فتح القدير" ١/ ٦٠٠ - ٦٠١، و"تفسير ابن كثير" ١/ ٤٦٣.
(١) المقيل: هو النوم وقت القائلة، وهو: نصف النهار. يقال: (قال قَيْلا، وقائلة، وقَيْلُولة، ومَقَالا، ومَقِيلا) انظر: "القاموس" ١٣٥٩ (قيل).
(٢) الحديث، أخرجه: أبو داود في "السنن" رقم (٢٥٢٠) كتاب الجهاد. باب فضل الشهادة، وأحمد في "المسند" (شرح الشيخ شاكر) ٤/ ١٢٣، ١٢٤رقم (٢٣٨٨، ٢٣٨٩)، وهنّاد بن السري في "الزهد" ١/ ٢٣٤ رقم (١٥٦)، والطبري في "تفسيره" ٤/ ١٧٠ - ١٧١، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٢٩٧ - ٢٩٨. وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي، والثعلبي في "تفسيره" ٣/ ١٤٥ أ، والواحدي في "أساب النزول" ص١٣٢، والبيهقي في "السنن" ٩/ ١٦٣، وأورده التبريزي في "مشكاة المصابيح" ٢/ ١١٣١ رقم (٣٨٥٣)، وابن كثير في "تفسيره" =

<<  <  ج: ص:  >  >>