للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على قَدْرِ إمْكانِهِم، في صحتهم وسَقَمِهم.

وقال آخرون (١): يريد: أنهم يذكرون الله على كل حال.

وجاز (٢) أن يعطف بـ (على) على {قِيَامًا} و {وَقُعُودًا} , لأن معناه يُنْبِئ عن حالٍ مِنْ أحوال تَصَرُّفِ الإنسان؛ كما تقول: (أنا أصِيرُ إلى زيدٍ ماشِيًا، وعلى الخيل). المعنى: ماشِيًا ورَاكِبًا (٣).

وقوله تعالى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.

ليَكُون (٤) ذلك أزيد في بَصِيرتهم؛ لأن فكرهم يُرِيهم عِظَمَ شأنهما، فيكون تعظيمُهم للهِ عز وجل على حسب ما يقفون عليه من آثار حكمته.

وقوله تعالى: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا}.

أي: و (٥) يقولون: رَبَّنا ما خلقت هذا (٦). الإشارة بـ {هَذَا} راجعةٌ إلى


(١) ممن قال به: قتادة، وابن جريج، ومجاهد. انظر. "تفسير الطبري" ٤/ ٢١٠، و"تفسير ابن أبي حاتم" ٣/ ٨٤٢
(٢) من قوله: (وجاز ..) على (.. وراكبًا): نقله -بتصرف- عن: "معاني القرآن"، للزجاج: ١/ ٤٩٨.
(٣) أي أنَّ {وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} في معنى الاسم؛ أي: (ونيَامًا)، أو (مُضْطجِعين على جنوبهم). فحسن حينها عطفها على {قِيَامًا وَقُعُودًا}، كما قال في موضع آخر: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا} [سورة يونس: ١٢] فقوله: {لِجَنْبِهِ}، أي: (مضطجعا)، فعطف على الأسماء بعدها.
انظر: "معاني القرآن"، للفراء ١/ ٢٥٠، و"تفسير الطبري" ٤/ ٢١٠.
(٤) من قوله: (ليكون ..) إلى (.. آثار حكمته): نقله -بتصرف- عن "معاني القرآن"، للزجاج: ١/ ٤٩٩.
(٥) (الواو): زيادة من (ج).
(٦) في (ج): (هذه).

<<  <  ج: ص:  >  >>