للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصامت (١)، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خُذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلًا، البِكر يُجلد ويُنفى، والثيّب يُجلد ويُرجم" (٢).

وخص النساء بالذكر في هذه الآية، والحد في الزنا على النساء والرجال واحد؛ لأن المرأة أحرص على الزنا من الرجل، فخصها بالذكر، كما قدم اسمها في آية الزنا، وهو قوله: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي} (٣) [النور: ٢]. وقدم اسم الرجل في آية السرقة في قوله: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ} [المائدة: ٣٨] من حيث كان الرجل أحرص على السرقة من المرأة (٤).

قال المفسرون: بعض الآية منسوخ، وهو الإمساك في البيوت، وبعضها ثابت، وهو استشهاد الأربعة (٥). واقترن بناسخ الوحي (٦) وحيٌ غير


(١) هو أبو الوليد عُبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم الأنصاري الخزرجي من الصحابة الفضلاء، وقد شهد بدرًا والمشاهد بعدها وهو من النقباء في البيعة ليلة العقبة، كان من علماء الصحابة وله مناقب وقد ولي القضاء، توفي -رضي الله عنه- بالرملة سنة ٣٤هـ، وقيل بعدها. انظر: "تاريخ خليفة" ص ١٦٨، "الاستيعاب" ٢/ ٣٥٥، "الإصابة" ٢/ ٢٦٨.
(٢) "الناسخ والمنسوخ" لأبي عبيد ص ١٣٣، وأخرجه الطبري ٤/ ٢٩٣ - ٢٩٤.
(٣) الحكم على جنس المرأة بأنها أحرص على الزنا من الرجل فيه نظر، ولعل الأولى أن يقال إن تخصيص المرأة بالذكر هنا وتقديم اسمها في آية النور، لأن الزنا في حق المرآة أشد؛ إذ إن العار يلحقها مدى حياتها بخلاف الرجل، ولأن الفتنة في النساء أضر كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء" أخرجه مسلم (٢٧٤٠) كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: ٢٦ أكثر أهل الجنة الفقراء ... ، وباب: الفتنة بالنساء ٤/ ٢٠٩٧ (ح ٩٧).
(٤) انظر "غرائب التفسير" للكرماني ١/ ٣٣١.
(٥) انظر "الكشف والبيان" ٤/ ٢٥ ب.
(٦) ناسخ الوحي هنا هو قوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [النور: ٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>