للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أردت لِكَيما يعلمُ الناس أنها ... سراويل سعدٍ (١) والوُفود شْهوُد (٢)

فلو كانت بمعنى أن لم تدخل على كي، كما لا يدخل عليها أن.

(ومذهب سيبويه وأصحابه أن اللام فى خلت في هذا وأشباهه على تقدير المصدر، أي: الإرادة للبيان) (٣)، كما قال: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف: ٤٣]، أي: إن كانت عبارتكم للرؤيا، وكذلك قوله: {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} [الأعراف: ١٥٤] أي: الذين هم رهبتهم لربهم (٤).

وأنشدوا لكُثَيّر:

أُريد لأنّسى ذِكرَها فكأنما ... تَخَيَّل لي ليلى بكل سبيلِ (٥)

أي: إرادتي لهذا.

فأما التفسير، فقال ابن عباس: يريد الله ليبين لكم ما يبعدكم منه ويقربكم إلى طاعته (٦).


(١) في "معاني الزجاج" ٢/ ٤٣: قيس بدل: سعد، وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٤٠٩. وهو الصواب كما سيأتي في الكلام على البيت.
(٢) البيت لقيس بن سعد بن عُبادة في قصةٍ أوردها المُبَرِّد في "الكامل" ٢/ ١٥٢. خلاصتها: أن ملك الروم بعث رجلًا طويلا إلى معاوية - رضي الله عنه - يتحداه أن يجد أطول منه، وكان قيس بن سعد آيةً في الطول، فبعث إليه معاوية، فلما حضر وعلم الخبر خلع سراويله وأمر الرومي بلبسها فبلغت ثندوته، فخجل الرومي وضحك القوم،
لكن قيسًا ليم على ذلك، فقال أبياتًا هذا مطلعها.
(٣) ما بين القوسين ليس في "معاني الزجاج".
(٤) انتهى من "معاني الزجاج" ٢/ ٤٣ بتصرف.
(٥) "ديوانه" ص ١٠٨، "المحتسب" ٢/ ٣٢، والبيت غير منسوب في "الكشف والبيان" ٤/ ٤١ أ.
(٦) لم أقف عليه، وقد ذكر الثعلبي معناه عن عطاء. انظر: "الكشف والبيان" ٤/ ٤١ أ، "معالم التنزيل" ٢/ ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>