للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثاني: أن قوله: {مِمَّا تَرَكَ} في صفة (موالي) (١)، أي: موالي ممن تركهم وخلّفهم الميت، ثم فسر الموالي فقال: {الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} أي هم هؤلاء. و (ما) على هذا القول بمنزلة (مَن)، والوالدان والأقربون هم الوارثون. وعلى هذا القول يحتمل أن يكون المعنى: ولكل شخص جعلنا ورثةً ممن تركهم والداه وأقربوه، أي: تشعبت العصبة والورثة عن الوالدين والأقربين (٢).

والوالدان والأقربون (٣) مرتفعة بالفعل الذي هو الترك.

وعلى القولين اللذين ذكرنا يجوز أن يُعنى بقوله: (ولكل) المال والميراث فيكون المعنى على القول الأول: ولكل مال وميراث مما ترك الوالدان والأقربون جعلنا موالي، أي عصبة وورثة يرثونه، وعلى هذا يكون قد فصل بين الصفة والموصوف بقوله: {جَعَلْنَا مَوَالِيَ}. وعلى القول الثاني يكون المعنى: ولكل مال مما ترك الميت جعلنا ورثة، ثم ابتدأ (فقال) (٤): {الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} أي هم هؤلاء، وقوله تعالى: {جَعَلْنَا مَوَالِيَ} فاصل أيضًا، وجملة هذا أنك إذا فسرت الكل بالشخص كان (من) في قوله (مما) متعلقًا بمحذوف، أو صفة لموالي، وإن (فسرته) بالمال كان في صفة (لكل)، مفصولًا بينه وبين الموصوف بقوله: {جَعَلْنَا مَوَالِيَ}، فتدبّره تفهم إن شاء الله.


(١) في (أ): (موال).
(٢) انظر "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٤١٢، "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٩٦ , "الكشف والبيان" ٤/ ٤٩ أ، "غرائب التفسير" ١/ ٢٩٤، "البيان" ١/ ٢٥٢.
(٣) في (د): (والأقربين).
(٤) ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>