للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَوْمِئِذ} [المعارج:١١]، و {يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} [الروم: ٤٣].

والتقدير في هذه الآية وفي غيرها: يوم إذ ذاك كذلك، فلما حذف المضاف إليه إذ عوّض منه التنوين، فدخل وهو ساكن على الذال وهي ساكنة، فكسرت الذال لالتقاء الساكنين فقيل: يومئذ. وليست هذه الكسرة في الذال كسرة إعراب، وإن كانت إذ في موضع جر بالإضافة ما قبلها إليها، وإنما الكسرة فيها لسكونها وسكون التنوين بعدها، كما كسرت الهاء في صهٍ ومهٍ لسكونها وسكون التنوين بعدها، وإن اختلفت جهتا التنوين فيهما، فكان في إذ عوضًا من المضاف إليه، وفي صه علمًا للتنكير، ويدل على أن الكسرة في ذال (إذ) إنما هي حركة التقاء ساكنين: (هي) (١) والتنوين قول الشاعر:

نهيتُك عن طلابك أمَّ عمرو ... بعاقبة وأنت إذ صحيح (٢)

ألا ترى أن إذ في هذا البيت ليس قبلها شيء (٣).

ومضى القول في (يود) عند قوله: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ} (٤)


(١) غير واضحة في (أ)، وفي "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٥٠٤ "وهما هي .. ".
(٢) البيت لأبي ذؤيب الهذلي يخاطب قلبه وأنه نصحه عن حب هذه المرأة أم عمرو حتى لا يتورط فيصعب عليه الخلاص، وقوله: "بعاقبة" أي أن النصيحة كانت حتى آخر الكلام ولم يغفل عنها.
انظر: "ديوان الهذليين" ١/ ٦٨، "سر صناعة الإعراب" بتحقيق هنداوي ٢/ ٥٠٤, "الخصائص" بتحقيق النجار ٢/ ٣٧٦.
(٣) انتهى من "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٥٠٤, ٥٠٥، والكلام من أول توجيه إعراب الظرف يوم وإضافته لإذ إلى هنا مستفاد منه. وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٤٢٥ - ٤٢٦.
(٤) (لو يعمر): ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>