للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا بمعنى التحقيق (١).

والذي في هذه الآية المراد به الكذب؛ لأن الآية نزلت في المنافقين.

قال الكلبي وغيره من المفسرين (٢): نازع رجل من المنافقين رجلًا من اليهود، فقال اليهودي: بيني وبينك أبو القاسم، وقال المنافق: بيني وبينك كعب بن الأشرف. وهو الذي يسمى الطاغوت. فأبى اليهودي أن يخاصمه إلا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصار إليه، فحكم لليهودي على المنافق، فقال المنافق: لا أرضى، انطلق بنا إلى أبي بكر، فحكم أبو بكر لليهودي، فلم يرض المنافق، وقال: بيني وبينك عمر، فصارا إلى عمر، فأخبره اليهودي أنَّ المنافق قد حكم عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، فلم يرض بحكمهما، فقال للمنافق: أكذلك؟ قال: نعم. فقال عمر: اصبرا، إن لي حاجة أدخل فأقضيها وأخرج إليكما فدخل فأخذ سيفه ثم خرج إليهما، فضرب به المنافق حتى برد، وهرب اليهودي. فجاء أهل المنافق، فشكا عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسأل عمر عن قصته، فقال عمر: إنه رد حكمك يا رسول الله. فقال - صلى الله عليه وسلم -: أنت الفاروق (٣).


(١) "تهذيب اللغة" ٢/ ١٥٣٣ (زعم).
(٢) كابن عباس ومجاهد والربيع بن أنس. انظر الطبري ٥/ ١٥٤ - ١٥٥، والكلبي في هذا الأثر يروي عن أبي صالح عن ابن عباس وهو سند واه وانظر: "أسباب النزول" للمؤلف ص ١٦٦.
(٣) ذكره الزجاج في "معانيه" ٢/ ٦٩، بصيغة التمريض، يُروى، بلفظ المؤلف وأخرجه الثعلبي في "الكشف والبيان" ٤/ ٨١ أ، من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وكذلك المؤلف في "أسباب النزول" ص ١٦٦، وهذا الطريق من الأسانيد الواهية كما هو مشتهر، وانظر: "تفسير القرطبي" ٥/ ٢٦٤، "الدر المنثور" ٢/ ٣٢٠. وأخرجه بنحوه ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي الأسود, =

<<  <  ج: ص:  >  >>