للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا أصابهم الجدب والبلاء والشر قالوا: هذا الشقاء بشؤم محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقال الله تعالى: {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} أي النصر والهزيمة (١).

وقال أهل المعاني: جملة المعنى الذي تضمنته هذه الآية الحض على الجهاد، بأن الموت لا بد منه، فلا تجزعوا من الموت جزع المُعرض عن ذكره، ولا تجهلوا بإضافة المصيبة فيه إلى غير الله (٢).

وقال ابن عباس في بعض الروايات: {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} أما الحسنة فأنعم الله بها عليك، وأما السيئة فابتلاك بها (٣).

وقوله تعالى: {فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد لا يفهمون القرآن (٤).

والفقه في اللغة: اللهم، يقال: أوتي فلان فقهًا في الدين، أي فهمًا (٥)، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس: "وفقهه في التأويل" (٦) أي فهمه تأويله.


(١) مثل هذا مروي عن ابن زيد، انظر: "الدر المنثور" ٢/ ٣٣٠ - ٣٣١، ولم أقف عليه عن عطاء.
(٢) انظر: "بحر العلوم" ١/ ٣٦٩، "الكشف والبيان" ٤/ ٨٨ ب.
(٣) هذا الأثر من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في "تفسيره" ص١٥١، والطبري ٥/ ١٧٤ - ١٧٥، والبيهقي في "الاعتقاد على مذهب السلف" أهل السنة والجماعة ص (٦٧، ٦٨)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٣٣٠ - ٣٣١ أيضًا إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) انظر: "بحر العلوم" ١/ ٣٧٠، "زاد المسير" ٢/ ١٣٦.
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٨٤٤، "الصحاح" ٦/ ٢٢٤٣ (فقه).
(٦) أخرجه البخاري (١٤٣) كتاب: الوضوء، باب: (١٠) وضع الماء عند الخلاء ١/ ٤٥ بلفظ: "اللهم فقهه في الدين"، ومسلم (٢٤٧٧) في كتاب: فضائل الصحابة، باب: (٣٠) فضائل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ٤/ ١٩٢٧ (ح ١٣٨) بلفظ:"اللهم فقهه" وأحمد في "مسنده" ١/ ٢٩٩ بلفظ: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل".

<<  <  ج: ص:  >  >>