للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يزل يُعين المشركين على المسلمين، وهو قوله: {وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً} (١).

قال ابن عباس: يريد الشرك بالله (٢).

قال الضحاك: يعني من آمن بالشرك، وكفر بالتوحيد، فقد شفع شفاعة سيئة (٣).

فقول الضحاك تفسير لقول ابن عباس.

والأصل في الشفاعة الشفع الذي هو ضد الوتر، وقد ذكرنا هذا في سورة البقرة، فمعنى الشفاعة على ما ذكر الضحاك (٤) أن يشفع إيمانه بالله تعالى بقتال أهل الكفر، وهو الشفاعة الحسنة. والشفاعة السيئة أن يشفع إيمانه بالشرك بكفره بالتوحيد. وابن عباس ذكر في تفسيره أحد الشفعين في كل واحد من الجانبين، حتى ذكر الضحاك الشفع الثاني.

ويؤكد هذا التفسير أيضًا ما رواه المنذري عن أبي الهيثم في قوله:

{مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً}: أي يزيد عملًا إلى عمل. قال: والشفع الزيادة (٥). وذهب مقاتل إلى أن معنى الشفاعة ههنا الشفاعة إلى الله تعالى بالدعاء (٦).


(١) لم أقف عليه، وقد فسر ابن جرير الآية بنحو ذلك. انظر: "تفسير الطبري" ٥/ ١٨٥، و"زاد المسير" ٢/ ١٥٠.
(٢) انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ٩١.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) في المخطوط: (للضحاك)، والظاهر أن لا مكان لحرف الجر.
(٥) من "تهذيب اللغة" ٢/ ١٨٩٧ (شفع)، وانظر: "اللسان" ٤/ ٢٢٩٠ (شفع).
(٦) انظر: "النكت والعيون" ١/ ٥١٢، و"زاد المسير" ٢/ ١٥٠، وفي "تفسير مقاتل" ١/ ٣٩٤ " {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} [النساء: ٨٥] لأخيه بخير" فليس فيه تخصيص الدعاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>