للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واختيار أبي إسحاق (١)، لأنه مشتق من القُوت، يقال: قُتُّ الرجل أقوتُه قَوْتًا، إذا حفظت نفسه بما تقوته. والقوت اسم للشيء الذي يحفظ نفسه ولا فضل فيه، على قدر الحفظ. فمعني المقيت -والله أعلم- الحفيظ الذي يُعطي للشيء قدر الحاجة من الحفظ (٢).

وقال الكلبي في قوله: {مُقِيتًا} مجازيًا بالحسنة والسيئة (٣). وهذا أيضًا راجع إلى معنى الحفظ؛ لأنه إنما يحفظ أعمال العباد ليجازي عليها.

وحُكي بعضهم أن هذا من القوت، ومعنى المقيت الذي عليه قوت كل دابة ورزقها (٤).

قال الفراء: يقال: أقات الشيء إقاتة، وقات أهله يقوتهم قياتة وقوتًا، والقوت الاسم، وجاء في الحديث: "كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت" و"يقيت" (٥).

قال أبو بكر: وعلى هذا القول قوله: {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ} علي زائدة للتوكيد، ومن شأنهم أن يزيدوا {عَلَى} للتوكيد، وأنشد لحميد (٦):


(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٨٥.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٨٥، وانظر: "تهذيب اللغة" ٣/ ٣٠٦٩ (قوت)، و"زاد المسير" ٢/ ١٥١.
(٣) انظر: "النكت والعيون" ١/ ٥١٣، و"تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ٩١.
(٤) انظر: "بحر العلوم" ١/ ٣٧٣.
(٥) "معاني القرآن" ١/ ٢٨٠.
والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" ٢/ ١٦٠، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وكذا الحاكم في "مستدركه" ١/ ٤١٥، وصححه، ووافقه الذهبي.
(٦) هو أبو المثنى حميد بن ثور بن حزن الهلالي، تقدمت ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>