للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مقاتل: فضل الله المجاهدين على القاعدين من أهل العذر درجة يعني فضيلة (١). ونحو ذلك قال ابن جريج، قال: التفضيل الأول بدرجة واحدة على أولي الضرر، والتفضيل الثاني بدرجات على غير أولي الضرر (٢).

وهذا يُقوي ما حكينا عن بعض أصحاب المعاني، عن أن الآية لا تدل على مساواة أولي الضرر للمجاهدين، وذلك أن المعذورين بالقعود وإن كانوا في النية والهمة على قصد الجهاد، فالمجاهدون مباشرون، ومباشرة الطاعة فوق قصد الطاعة، وأما القاعدون غير المعذورين فالمجاهدون مفضلون عليهم درجات؛ لأنهم قعدوا من غير عذر.

وتفسير الدرجة مضى عند قوله: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ} [آل عمران: ١٦٣].

وانتصاب الدرجة ههنا [بحذف الجار] (٣)، لأن التقدير: بدرجة، فلما حذف الجار وصل الفعل فعمل، وهو كثير (٤).

وقوله تعالى: {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}.

قال مقاتل: يعني: المجاهد والقاعد المعذور (٥).


(١) "تفسير مقاتل" ١/ ٤٠١، و"الوسيط" ٢/ ٦٧٨، و"معالم التنزيل" ٢/ ٢٧١.
(٢) قول ابن جريج جاء في أثرين عنه أخرجهما الطبري ٥/ ٢٣١.
وأخرج الجزء الأول منه - إضافة إلى ابن جرير: ابن المنذر، وابن أبي حاتم. انظر: "الدر المنثور" ٢/ ٣٦٢.
(٣) غير واضح بسبب الرطوبة والخرم بمقدار كلمتين، والظاهر ما أثبته.
(٤) انظر: "الدر المصون" ٤/ ٧٧.
(٥) "تفسير مقاتل" ١/ ٤٠١، و"الوسيط" ٢/ ٦٧٨، و"معالم التنزيل" ٢/ ٢٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>