للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا القول أولى من قول الكلبي؛ لأنه ذكر بعد هذا حكم صلاة الحضر، فقال: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}. قال أبو إسحاق: أي إذا سكنت قلوبكم، يقال: اطمأن الشيء، إذا سكن، وطأمنته وطمأنته، إذا سكنته (١).

ويقال: طأمنت الشيء فتطامن، إذا خفضته فانخفض (...) (٢).

قال الكلبي في تفسير الاطمئنان: (.... (٣) ....) الخوف.

والأصح (...) (٤) المراد به المقام في (البلد) (٥) وزوال حركة السفر، وهو قول ابن عباس، قال: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ} يريد في أهليكم {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} يعني أتموها (٦).

ونحو هذا قال الحسن (٧) ومجاهد (٨)، أن معنى الطمأنينة ههنا الرجوع إلى الوطن في دار الإقامة.

وذكرنا عن أبي علي الجرجاني أن الطمأنينة ضد الضرب في الأرض لا ضد الخوف، وضد الخوف الأمن وهذا يدل على أن الخوف غير


(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٩٩، وانظر: الطبري ٥/ ٢٦٠، و"زاد المسير" ٢/ ١٨٨.
(٢) طمس لأكثر الحروف في المخطوط بمقدار سطر ونصف.
(٣) طمس ما بين القوسين في المخطوط، وفي "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ٩٥: "رجعتم إلى منازلكم وذهب عنكم الخوف".
(٤) كلمتان غير واضحتين، وأظنهما: "والأولى أن".
(٥) هذِه الكلمة غير واضحة في المخطوط، وانظر: "الوسيط" ٢/ ٦٩٥.
(٦) انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ٩٥.
(٧) انظر: "تفسير الهواري" ١/ ٤١٩، و"النكت والعيون" ١/ ٥٢٦، و"زاد المسير" ٢/ ١٨٨.
(٨) أخرجه عنه: الطبري ٥/ ٢٦٠، وابن أبي حاتم، انظر: "الدر المنثور" ٢/ ٣٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>