للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللأواء (١)؟ -قال: بلى- قال: فهو ما تجزون به (٢).

وقال أبو هريرة: لما نزلت هذه الآية بكينا، وحزنا، وقلنا: يا رسول الله، ما أبقت هذه الآية من شيء فقال: إنها لكم أنزلت، ولكن أبشروا، إنه لا يصيب أحدًا منكم مصيبة في الدنيا إلا كفَّرَ اللهُ بها خطيئة، حتى الشوكة يُشاكها أحدكُم في قدمه (٣).

وهذا الذي ذكرنا من أن الجزاء يراد به مصائب الدنيا مذهب أبي بن كعب وعائشة ومجاهد. وقالوا: إن الآية عامة لجميع الناس (٤).

واختاره محمد بن جرير (٥).

وقال أبو إسحاق: قد أعلم الله عز وجل أنه يغفر ما دون الشرك لمن يشاء، فعامل السوء ما لم يكن كافرًا مرجو له العفو والرحمة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - شافع لأمته مشفَّع (٦).

وقوله تعالى: {وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} قال ابن عباس: يريد وليًا يمنعه، ولا نصيرًا ينصره (٧).


(١) اللأواء: الشدة والمشقة وضيق العيش. انظر: "اللسان" ٧/ ٣٩٧٨ (لأى).
(٢) أخرجه الإِمام أحمد في "مسنده" ١/ ١١، والطبري ٥/ ٢٩٤، والحاكم في "المستدرك"، كتاب: معرفة الصحابة ٣/ ٧٤، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، كما أخرجه الثعلبي في "الكشف والبيان" ٤/ ١٢٣ ب، والمؤلف في "الوسيط" ٢/ ٧١٥. وذهب أحمد شاكر إلى أن في إسناده انقطاعًا وذلك في تحقيقه للطبري.
(٣) أخرجه مسلم بنحوه (٢٥٧٤) كتاب: البر والصلة، باب: ثواب المؤمن فيما يصيبه ... وغيره وانظر: "الدر المنثور" ٢/ ٤٠٠.
(٤) انظر: "زاد المسير" ٢/ ٢١٠.
(٥) في "تفسير الطبري" ٥/ ٢٩٣.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١١٢.
(٧) انظر: "الوسيط" ٢/ ٧١٨، و"تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>