للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والشيء لا يُعرف نفسه؛ لأنه لو كان معرفة بنفسه لما احتيج إلى إضافته، وإنما يضاف إلى غيره ليعرفه، ألا ترى أنك تضيف المصدر إلى الفاعل تارة، نحو: عجبت من قيام زيد، وإلى المفعول أخرى، نحو: عجبت من أكل الخبز، وإنما جازت إضافة المصدر إليهما لأنه في المعنى غيرهما، ولا يجيزون: سررت بطالعة الشمس، كما تقول: سررت بطلوع الشمس، لأنَّ طلوعها غيرها، فجازت إضافته إليها، والطالعة هي الشمس فلا تضيفها إلى نفسها. هذا مذهبهم (١).

وعلى هذا النساء في الآية غير اليتامى، والمراد بالنساء: أمهات اليتامى، أضيف إليهن أولادهن اليتامى (٢).

يقول (٣) هذا أن الآية نزلت في قصة أم كحة، وكانت لها يتامى (٤).

وكذلك ما روى موسى بن عُبيدة (٥) عن أخيه عبد الله بن عبيدة (٦)، قال: جاءت امرأة من الأنصار، يقال لها: خولة بنت حكيم (٧)، إلى


(١) انظر: المراجع السابقة ..
(٢) انظر: "الوسيط" ٢/ ٧٢٥.
(٣) هكذا في المخطوط، فيحتمل التصحيف، ولعل الصواب: يقوي هذا.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) هو أبو عبدالعزيز موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي، المدني، ضعفه العلماء، وكان من العباد الفضلاء، توفي رحمه الله سنة ١٥٣هـ.
انظر: "ميزان الاعتدال" ٤/ ٢١٣، و"التقريب" ص ٥٥٢ رقم (٦٩٨٩).
(٦) هو عبد الله بن عبيدة بن نشيط الربذي، ضعفه بعض العلماء وحكم عليه ابن حجر بأنه ثقة، قتلته الخوارج سنة ١٣٠ هـ.
انظر: "ميزان الاعتدال" ٢/ ٤٥٩، و"التقريب" ص ٣١٣ رقم (٣٤٥٨).
(٧) هي أم شريك خولة بنت حكيم بن أمية السلمية، صحابية مشهورة، يقال إنها التي وهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم -. انظر: "الاستيعاب" ٤/ ٣٩١، و"الإصابة" ٤/ ٢٩٠، و"التقريب" ص ٧٤٦ رقم (٨٥٧٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>