للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولأنه ليس في الآية أكثر من ذكر رغبة الأولياء في نكاخ اليتيمة، وذلك لا يدل على الجواز.

وقوله تعالى: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ}. يعني: الصغار من الصبيان.

قال ابن عباس: يريد أنهم لم يكونوا يورثون صغيرًا من الغلمان ولا الجواري (١).

وهو عطف على يتامى النساء، والمعنى: يفتيكم الله في المستضعفين أن تعطوهم حقوقهم، لأن ما يتلى عليهم في باب اليتامى من قوله: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} [النساء: ٢]، يدل على الفتيا في إعطاء حقوق الصغار من الميراث.

وقوله تعالى: {وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ}.

قال الفراء: (أنْ) في موضع خفض على: ويفتيكم في أن تقوموا لليتامى بالقسط (٢).

ونحو ذلك قال الزجاج، قال: المعنى: وما يُتلى عليكم في يتامى النساء، وفي أن تقوموا لليتامى بالقسط (٣).

قال ابن عباس: يريد العدل في أمورهن وفي مواريثهن (٤).

{وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ} يريد من حسن فيما أمرتكم به.

{فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا} يجازيكم عليه، ولا يضيع لكم شيء منه.


(١) بنحوه في "تفسيره" ص ١٥٩، وأخرجه الطبري من طريق ابن أبي طلحة أيضًا ٥/ ٣٠٤ - ٣٠٥.
(٢) "معاني القرآن" ١/ ٢٩٠.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١١٤.
(٤) انظر: "الوسيط" ٢/ ٧٢٦، و"زاد المسير" ٢/ ٢١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>