للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال النحويون: هذا الحرف خرج على الأصل من بين نظائره إشعارًا بالأصل إذا استمر بالإعلال في نظائره، نحو استعاروا، واستطاروا، واستقام، وما أشبه ذلك. ويجوز: استحاذ يستحيذ على قياس: أطاب، وهو لغة (١).

فأما معنى قوله: {أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ} فقال فيه كثير من أهل المعاني والتفسير، الزجاج وغيره: ألم نغلب عليكم بالموالاة لكم والإخبار بعورة محمد، ونطلعكم على سر المسلمين (٢).

وهذا لا يظهر في تفسير هذا الحرف، إلا أن يقال: إن المنافقين غلبوا عليهم بهذا، حيث لم يقدروا هم على الاطلاع على عورة المسلمين ومعرفة أسرارهم إلا من جهة المنافقين، فهذا وجه لا يبعد.

وأظهر من هذا ما قاله المبرد، وهو أنه قال: معناه ألم نغلبكم على رأيكم ونصرفكم عن الدخول في جملة لمؤمنين (٣)؟

وقوله تعالى: {وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.

أي: (بتخذيلهم) عنكم، ومراسلتنا إياكم بأخبارهم.

قال أهل المعاني: ومراد المنافقين بهذا الكلام إظهار المنّة على الكافرين، أي: فاعرفوا لنا الحق في هذا عليكم (٤).


(١) انظر: الطبري ٥/ ٣٣٣، و"معاني الزجاج" ٢/ ١٢٢، و"إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٤٦٢، و"تهذيب اللغة" ١/ ٦٩٤ (حوذ)، و"الكشف والبيان" ٤/ ١٣٤ ب.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٢٢، وانظر: الطبري ٥/ ٣٣٢، و"بحر العلوم" ١/ ٣٩٩، و"النكت والعيون" ١/ ٥٣٧.
(٣) انظر: البغوي ٢/ ٣٠٢، و"زاد المسير" ٢/ ٢٢٩.
(٤) انظر: "زاد المسير" ٢/ ٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>