للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وزعم مجاهد أن ضيفًا تضيف قومًا فأساءوا قراه، فاشتكاهم، فنزلت هذه الآية رخصةً في أن يشكو (١).

وذهب جماعة من المفسرين إلى أن هذه الآية عامة في كل مظلوم، وله أن ينتصر من ظالمه بالدعاء عليه. يُروى ذلك عن ابن عباس (٢) وقتادة والحسن والسدي (٣) وابن زيد (٤) ويمان بن رئاب (٥).

قال العلماء: للمظلوم أن يشكو من ظالمه إذا صدق في شكايته، وله أن يدعو عليه بما لا يعتدي فيه، مثل أن يقول: اللهم استخرج حقي منه، اللهم حِلْ بينه وبين ما يريد من الظلم، اللهم اكفني شره (٦).

فإن قذف إنسانٌ غيره، فليس للمقذوف، أن يقابله بمثل ذلك (٧)، وإنما يحل له الانتصار منه بالتعزير ورفع الصوت عليه بالتظلم منه، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المستبان (٨) شيطانان" (٩).


(١) أخرجه الطبري ٦/ ٢.
(٢) "تفسيره" ص ١٦٣، وأخرجه من طريق ابن أبي طلحة أيضًا: الطبري ٦/ ١.
(٣) أخرج الآثار عنهم: الطبري ٦/ ١، وانظر: "النكت والعيون" ١/ ٤٣١، و"زاد المسير" ٢/ ٢٣٨.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) لم أقف عليه.
(٦) أخرج الطبري ٦/ ١ عن الحسن أنه قال في هذِه الآية: "هو الرجل يظلم الرجل فلا يدْع عليه، ولكن ليقل: "اللهم أعني عليه، اللهم استخرج لي حقي، اللهم حل بينه وبين ما يريد".
(٧) انظر: القرطبي ٦/ ٢.
(٨) في المخطوط: "المستبان".
(٩) أخرجه الإِمام أحمد في "مسنده" ٤/ ١٦٢، وصححه الألباني. انظر: "صحيح الجامع" ٦/ ١٥ (٦٦٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>