للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} فليس لله ولد ولا زوجة ولا شريك. وهذا هو الحق.

وقوله تعالى: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} ذكرنا تفسير الكلمة في سورة آل عمران (١).

وقوله تعالى: {وَرُوحٌ مِنْهُ} اختلفوا فيه: فقال أبي بن كعب: خلق الله تعالى أرواح بني آدم لما أخذ عليهم الميثاق، وكان روح فيهم، ثم ردها إلى صُلب آدم، وأمسك عنده روح عيسى، فكان روح عيسى عنده إلى أن أراد خلقه، ثم أرسل ذلك الروح إلى مريم، فدخل في فيها فكان منه عيسى (٢). ومعنى قوله: {مِنْهُ} أي من عنده.

ويدل على هذا التأويل قول السدي: {وَرُوحٌ مِنْهُ} أي مخلوق منه أي من عنده (٣).

ويجوز أن يكون معنى {مِنْهُ} على هذا القول: من خلقه وإحداثه وإنشائه، كما قال: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} [الجاثية: ١٣] أي من خلقه وإيجاده.

وقال جماعة من أهل المعاني: معنى الروح ههنا النفخ، ويسمى النفخ في كلام العرب روحًا؛ لأنه ريح تخرج من الروح (٤)، ومنه قول ذي


(١) ذكر ذلك عند قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [آل عمران: ٤٥].
(٢) أخرجه بنحوه الطبري ٦/ ٣٦.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) انظر: الطبري ٦/ ٣٥، و"الكشف والبيان" ٤/ ١٤٦ ب، و"النكت والعيون" ١/ ٥٤٦ - ٥٤٧، و"زاد المسير" ٢/ ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>