للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكلفنا الوفاء به بعد إنتفاء الشك بإخبار الصادق عنه، كما لو انتفى الشك بالتذكر، وغير بعيد أن يذكرنا الله ذلك الميثاق يوم القيامة.

وقال جماعة من المفسرين: يعني بالميثاق: حين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة في كل أمر ونهي، في اليسر والعسر، والرضا والكره، والأيمان التي أخذت عليهم يوم بيعة العقبة، ويوم بيعة الرضوان (١).

قال السدي: هذا ميثاق قبول التوحيد والإقرار بالطاعة والاستسلام لأمره، أخذ الله ميثاقنا فقلنا: سمعنا وأطعنا على الإيمان بالله، والإقرار به وبرسله، فكل مؤمن أقر بالله ورسله، فهو داخل في هذا الميثاق، وهذا كان ميثاق الذين بايعوا محمدًا على السمع والطاعة، فيما أحبوا وكرهوا (٢).

وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء (٣).

وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [المائدة: ٧].

قال ابن عباس: بخفيات القلوب، والضمير، والنيات (٤).

وقال الكلبي: بما في القلوب من النقض والوفاء (٥).

وذكرنا الكلام في معنى (ذات الصدور) في موضعين من سورة آل عمران.


(١) انظر: "معاني النحاس" ٢/ ٢٧٧، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ٢٦، و"زاد المسير" ٢/ ٣٠٦.
(٢) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٤٠ بمعناه.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ١٠٨

<<  <  ج: ص:  >  >>