للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتنكير الحظّ في الآية: يدل على أن المراد به حظ واحد، وهو ما ذكره المفسرون من الإيمان بمحمد، وإنما خص هذا الواحد مع كثرة ما تركوا مما أمروا به؛ لأن هذا هو المُعظم (١)، ولو وفوا بهذا الواحد ولم يتركوه لم يضرهم ترك سائر ما تركوا.

وقوله تعالى: {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}.

يقال: غرِيتُ بالشيء أغرى به غرًى وغراءً ممدودًا أي أُولِعت به (٢).

وقال شَمر: يقال لما يلصق به الأشياء الغِراء والغَرى بفتح الغين مقصور، وأغرى فلان بفلان إغراءً، إذا أولع به، كأنه ألصق به، فأصل الباب هو اللصوق والإلصاق؛ لأن المولع بالشيء كالملصق به. ذكره الزجاج وغيره (٣). ثم يقال: أغريت الكلب، إذا آسدته (٤)؛ لأنك تولعه بالصيد (٥).

فأما التفسير: فقال المؤرج: (أغرينا): حرشنا بعضهم على بعض (٦).

وقال الكسائي: سلطنا (٧).

وقال النضر: هيجنا (٨).


(١) في (ش): (العظيم).
(٢) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٦٦١، وانظر: "اللسان" ٦/ ٣٢٥٠ (غرى).
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٦١، وانظر: "زاد المسير" ٢/ ٣١٥، و"اللسان" ٦/ ٣٢٥٠ (غرى).
(٤) في (ج): (أسددته)، وما أثبته هو الموافق لـ"تهذيب اللغة" ٣/ ٢٦٦١ (غرى).
(٥) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٦٦١، وانظر: "اللسان " ٦/ ٣٢٥٠ (غرى).
(٦) انظر: "زاد المسير" ٢/ ٣١٥، و"البحر المحيط" ٣/ ٤٤٣.
(٧) لم أقف عليه.
(٨) انظر: "زاد المسير" ٢/ ٣١٥، و"البحر المحيط" ٣/ ٤٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>