للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا معنى قول قتادة: كانت لهم أجسما وخلق عجيب ليس لغيرهم (١). ويحتمل أن يكون معنى الجَبّار ههنا من أجبره على الأمر، إذا أكرهه عليه.

قال الأزهري: وهي لغة معروفة، وكثير من الحجازيين يقولونها، وكان الشافعي -رحمه الله- يقول: جبره السلطان (٢).

وجائز أن يكون الجبّار من: أجبره على الأمر، إذا أكرهه عليه.

قال الفراء: لم أسمع فعَّالا من أفْعَل إلا في حرفين، وهما: جبّار من أَجْبَر، ودرَّاك من أدْرَك (٣).

وهذا الوجه اختيار الزجاج، قال في هذه الآية: تأويل الجبّار من الآدميين العاتي الذي يجبر الناس على ما يريد (٤).

قال المفسرون: وبلغ من جبرية هؤلاء، أن موسى لما بعث النقباء ليتحسسوا (٥) له أخبار هؤلاء رآهم واحد من الجبارين، فأخذهم وحملهم في كُمِّه مع فاكهةٍ كان حملها من بستانه، وأتى بهم الملك، فنثرهم بين يديه، وقال معُجّبًا للملك: هؤلاء يريدون قتالنا. فقال الملك: ارجعوا إلى صاحبكم فأخبروه خبرنا (٦).


(١) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٤، وانظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٢٤.
(٢) "تهذيب اللغة" ١/ ٥٣٣، وانظر: "اللسان" ١/ ٥٣٦ (جبر).
(٣) من "تهذيب اللغة" ١/ ٥٣٢، وانظر: "اللسان" ١/ ٥٣٤ (جبر).
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٦٣، وانظر: "بحر العلوم" ١/ ٤٢٧، و"زاد المسير" ٢/ ٣٢٤.
(٥) في (ش): (ليتجسسو ا) بالجيم.
(٦) أخرج الأثر مطولًا الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٤، ونقله ابن كثير في "تفسيره" ٢/ ٤٣, وقال: وفي هذا الإسناد نظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>