للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذي يجب عليه لو قتل الناس جميعًا (١).

وحكى الزجاج: عن بعضهم أن المعنى فيه أن المؤمنين كلهم خصماء للقاتل، وقد وَتَرهم وَتر من قصد لقتلهم جميعًا (٢). وأوصل إليهم من المكروه مثل ما يشبه القتل الذي أوصله إلى المقتول، فأذاه إياهم كأذى رجل قتلهم كلهم.

وهذا اختيار ابن الأنباري، وزاد من عنده وجهًا آخر فقال: المقدار الذي يستحقه قاتل الناس جميعًا معلوم عند الله عز وجل محدود، (فالذي يقتل الواحد يلزمه الله ذلك الإثم المعلوم) (٣)، والذي يقتل الاثنين يلزمه الله مثل ذلك (٤).

وقوله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.

قال الكلبي: من عفا عن رجل قتل رجلاً خطأ وجبت له الجنة، كما لو عفا عن الناس جميعًا، وذلك أنه كتب عليهم في التوراة: أيما رجل قتل رجلاً خطأ فهو له قود إلا أن يشاء الولي أن يعفو (٥).

وقال الحسن: عفا عن دمها وقد وجب القود عليها (٦).


(١) أخرجه عن ابن زيد: الطبري في "تفسيره" ٦/ ٢٠٢ - ٢٠٣، وذكره عنه الماورد في "النكت والعيون" ٢/ ٣٢، أما الحسن فذكره البغوي في "تفسيره" ٣/ ٤٧ وانظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٤٠، وابن كثير في "تفسيره" ٢/ ٥٤.
(٢) انتهى من "معاني الزجاج" ٢/ ١٦٨، ١٦٩ حسب المطبوع، فبقية الكلام يحتمل له أو للمؤلف.
(٣) ما بين القوسين مكرر في (ش).
(٤) انظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٤١.
(٥) انظر: "تفسير الهواري" ١/ ٤٦٥، "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ١٣.
(٦) "تفسير الهواري" ١/ ٤٦٦، وأخرجه بمعناه الطبري في "تفسيره" ٦/ ٢٠٣، وانظر "النكت والعيون" ٢/ ٣٢، "زاد المسير" ٢/ ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>