للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كافر (١).

قال ابن الأنباري: ويجوز أن يكون المعنى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فقد فعل فعلًا يضاهي أفعال الكفار، ويشبه من أجل ذلك الكافرين (٢).

وروى معنى هذا عن ابن عباس، قال طاوس: قلت لابن عباس: أكافر من لم يحكم بما أنزل؟ فقال: به كَفَرة (٣)، وليس كمن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله (٤).

ونحو هذا رُوي عن عطاء في هذه الآية، قال: هو كُفر دون كفر (٥).

وقال عبد العزيز بن يحيى الكِنَاني: إنها تقع على جميع ما أنزل الله لا على بعضه، فكل من لم يحكم بجميع ما أنزل الله فهو كافر ظالم فاسق، فأما من حكم بما أنزل الله من التوحيد وترك الشرك، ثم لم يحكم بما أنزل الله من الشرائع، فليس هو من أهل هذه الآية (٦).

وقال ابن مسعود والحسن وإبراهيم: هذه الآيات عامة في اليهود وفي هذه الأمة، وكل من ارتشى، وبدل الحكم، فحكم بغير حكم الله، فقد


(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٧٨.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) في المصادر التي ستأتي عند تخريجه: كفر.
(٤) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ٢٥٦، والحاكم بمعناه في "المستدرك" ٢/ ٣١٣، وذكره المؤلف في "الوسيط" ٣/ ٨٩١، وانظر: البغوي في "تفسيره" ٣/ ٦١، وابن كثير في "تفسيره" ٢/ ٧٠.
(٥) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ٢٥٦، وذكره البغوي في "تفسيره" ٣/ ٦١.
(٦) ذكره المؤلف في "الوسيط" ٣/ ٨٩١، وانظر: البغوي في "تفسيره" ٣/ ٦١، "البحر المحيط" ٣/ ٤٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>