للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان آخرها سَقْباً (١) ذكراً شقوا أذن الناقة، وامتنعوا من ركوبها وذبحها وسيبوها لآلهتهم، لا يجز لها وبر، ولا يحمل على ظهرها, ولا تطرد من ماء، ولا تمنع من مرعى، ولا ينتفع بها، إذا لقيها المُعْيي لم يركبها تحرجاً، وهذا قول أبي عبيدة (٢) والزجاج (٣).

وقوله تعالى: {وَلَا سَائِبَةٍ}، قال أبو عبيد (٤): كان الرجل إذا مرض أو قدم من سفر ونذر نذراً أو شكر نعمة سيَّب بعيراً، فكان بمنزلة البحيرة في جميع ما حكموا لها، وهذا القول اختيار القتيبي (٥) والزجاج (٦).

وقال الفراء: قال بعضهم: السائبة: إذا ولدت الناقة عشرة أبطن كلهن إناث سُيِّبت، فلم تركب، ولم يُجَزّ لها وبر، ولم يشرب لبنها إلا ولد أو ضيف (٧)، والسائبة في اللغة: فاعلة من: ساب، إذا جرى على وجه الأرض، يقال: ساب الماء، وسابت الحية، وقيل: هي بمعنى المسَّيبة، لأنها تُسيَّب، ومنه قولهم للعبد أعتقتك سائبة، أي سيبتك فلا ولاء لي عليك (٨).


(١) السقب: ولد الناقة، وقيل: الذكَر من ولد الناقة .. وقيل: هو سقبٌ ساعة تضعه أمه. "اللسان" ٤/ ٢٠٣٥ - ٢٠٣٦ (سقب).
(٢) "مجاز القرآن" ١/ ١٧٧.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٢١٣.
(٤) هكذا في النسختين، وفي الوسيط للمؤلف ٢/ ٢٣٥ (أبو عبيدة).
والظاهر أن الكلام لأبي عبيدة كما في "مجاز القرآن" ١/ ١٨٠ ونحوه في "النكت والعيون" ٢/ ٧٣.
(٥) في "غريب القرآن" ص ١٤٧.
(٦) في "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٢١٣، وانظر: "تهذيب اللغة" ٢/ ١٥٨٥ (ساب)
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ١/ ٣٢٢.
(٨) "تهذيب اللغة" ٢/ ١٥٨٥ (ساب).

<<  <  ج: ص:  >  >>