للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {مِنْكُمْ}، قال ابن عباس وعامة أهل التفسير: منكم يا معشر المؤمنين، أي من أهل دينكم وملتكم (١).

وقوله تعالى: {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ}، تقديره: أو شهادة آخرين من غيركم، أي: من غير أهل ملتكم في قول ابن عباس وأبي موسى الأشعري وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وشريح وإبراهيم وعَبِيدة وابن سيرين ومجاهد وابن زيد (٢).

قال شريح: إذا كان الرجل بأرض غربة ولم يجد مسلمًا يُشهِده على وصيته، فأشهد يهوديًّا، أو نصرانيًّا، أو مجوسيَّا، أو عابد وثن، أو أي كائن كان، فشهادتهم جائزة (٣)، ولا تجوز شهادة الكافرين على المسلمين إلا في هذا الموضع الواحد، وهو في الوصية في السفر، فإن شهد مسلمان بخلاف شهادتهما، أُجيزت شهادة المسلمين، وأُبطلت شهادة الكافرين.

وقال الشعبي: حضر رجلاً من المسلمين الموت وهو بدَقُوقَا (٤)، فلم يجد أحدًا من المسلمين يُشهده على وصيته، فأشهد رجلين من أهل الكتاب فقدما الكوفة فأتيا أبا موسى الأشعري وكان عليها فأخبراه، وقدما بتركته ووصيته، فقال الأشعري: هذا أمر لم يكن بعد الذي كان في عهد رسول


(١) أخرج معناه عنه الطبري في "تفسيره" ٧/ ١٠١، وهذا قول الجمهور "بحر العلوم" ١/ ٢٦٤، "النكت والعيون" ٢/ ٧٥، "زاد المسير" ٢/ ٤٤٦.
(٢) "تفسير الطبري" ٧/ ١٠٣، "بحر العلوم" ١/ ٤٦٤، "النكت والعيون" ٢/ ٧٥، "تفسير البغوي" ٣/ ١١٢، "زاد المسير" ٢/ ٤٤٦.
(٣) أخرجه الطبري ٧/ ١٠٤، "تفسير البغوي" ٣/ ١١٢.
(٤) قال محقق الطبري: "دَقُوقا: مدينة بين إربل وبغداد معروفة، لها ذكر في الأخبار والفتوح، كان بها وقعة للخوارج" "تفسير الطبري" ١١/ ١٦٢ (ط. شاكر).

<<  <  ج: ص:  >  >>