للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القتيبي (١) والجرجاني.

وقوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}، التقدير: ولو كان المشهود له ذا قربى، وخص ذو القربى بالذكر لميل الناس إلى قراباتهم ومن يناسبونه (٢)، وهذا مقتص من قوله عز وجل: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِين} [النساء: ١٣٥].

وقوله تعالى: {وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ}، أضيفت الشهادة إلى الله سبحانه لأمره بإقامتها والنهي عن كتمانها في قوله تعالى: {وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} [البقرة: ٢٨٣] وقوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ} [الطلاق: ٢] (٣)

وقوله تعالى: {إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ} أي: إنا إن كتمناها كنا من الآثمين، وهذا الذي ذكرنا في الآية قول أكثر المفسرين واختيار أعظم أصحاب المعاني (٤).

قال عبد الله بن مسلم وذكر معنى الآية على الوجه: أراد الله عز وجل أن يعرفنا كيف نشهد بالوصية عند حضور الموت فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} أي: رجلان عدلان من المسلمين تشهدونهما على الوصية، وعلم جل ثناؤه أن من الناس من يسافر فيصحبه في سفره أهل الكتاب دون المسلمين، وينزل القرية التي لا يسكنها غيرهم، ويحضره الموت فلا يجد من يشهده من


(١) أي ابن قتيبة. انظر: "تأويل مشكل القرآن" ص ٣٧٨، ٣٧٩.
(٢) من "الحجة" لأبي علي ٣/ ٢٦٦.
(٣) "الحجة" ٣/ ٢٦٦.
(٤) انظر: "مجاز القرآن" ١/ ١٨١، الطبري ٧/ ١١١، "معاني القرآن وإعرابه" للنحاس ٢/ ٣٧٨، "بحر العلوم" ١/ ٤٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>