للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنشد:

رددنا بشعثاء (١) الرسول ولا أرى ... كيومئذ شيئًا ترد رسائله (٢)

قال: وكذلك وجه القراءة في قوله: {مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ} [المعارج: ١١]، و {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} [هود: ٦٦] قال: وما أضيف إلى كلام ليس فيه مخفوض فافعل به هكذا، كقول الشاعر:

على حينَ عاتبتُ المشيبَ على الصِّبا ... وقلتُ ألمَّا تَصحُ والشيبُ وازعُ (٣) (٤)

وشرح أبو بكر بن الأنباري هذا المذهب فقال: يجوز أن يكون {يَوْمُ} رفعًا بهذا, ولا يتبين الرفع في لفظ اليوم لأن إضافته غير محضة، والعرب إذا أضافت أسماء الزمان إلى الأفعال الماضية والمستقبلة فتحوها في حال إضافتها لبعدها عن معنى الاسم، وأشبه الزمان عندهم الأداة فجعلوا اليوم مع الفعل بمنزلة الشيء الواحد، واختاروا له الفتحة لأنها أخف الحركات، فيقولون: أعجبني يوم قام أخوك، ويوم يقوم أخوك؛ لأن الإضافة إلى الفعل غير صحيحة فألزم الوقت الفتح، فعلى هذا القول {يَوْمُ} رفع لأنه خبر المبتدأ، ولكنه نُصِب لأنه مضاف إلى الفعل، فنصب كما يضاف إلى ما هو مبني مثل: يومئذ، وهذا لا يصح عند البصريين.

قال الزجاج: زعم بعضهم: يعني: الفراء، أن يوم منصوب بأنه مضاف إلى الفعل، وهو في موضع رفع بمنزلة: يومئذٍ، مبني على الفتح في


(١) ..............
(٢) البيت لجرير في "شرح ديوانه" ص ٣٨٥.
(٣) البيت للنابغة الذبياني كما في "الكتاب" ص ٥٣ وهو من "شواهد الإنصاف" لأبي البركات ابن الأنباري ٢/ ٢٩٢ "شذور الذهب" ص ١١٢ رقم (٢٥).
(٤) "معاني القرآن للفراء" ١/ ٣٢٦، ٣٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>