للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الضحاك: {فَحَاقَ}: (أي: أحاط) (١)، وهو اختيار الزجاج؛ لأنه قال في قوله: {وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [هود: ٨]: أي: أحاط بهم العذاب الذي هو جزاء ما كانوا (٢) يستهزئون به، كما تقول: أحاط بفلان عمله وأهلكه كسبه، أي: أهلكه جزاء كسبه) (٣).

قال الأزهري: (جعل أبو إسحاق حاق بمعنى أحاط، وكأن مأخذه من الحوق (٤)، وهو ما استدار بالكمرة (٥). قال: وجائز أن يكون الحوق فعلًا من حاق يحيق كأنه كان في الأصل حيقًا فقلبت الياء واوًا لانضمام ما قبلها) (٦).


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١٧٥ ب، والواحدي في "الوسيط" ١/ ١٣، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ١٣٠، وأبو حيان في "البحر" ٤/ ٨٠.
(٢) في (ش): (ما كانوا به).
(٣) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٣١ - ٣/ ٤١، و"تهذيب اللغة" ١/ ٧٠٨، وفي "معاني الزجاج" ٤/ ٢٧٥ - قال: (يحيق: يحيط). والأقوال متقاربة، وأكثرهم على أنه بمعنى نزل وأحاط بهم العذاب، قال الرازي ١٢/ ١٦٣: (في تفسيره وجوه كثيرة وهي بأسرها متقاربة) ا. هـ. وانظر "مجاز القرآن" ١/ ١٨٥، و"تفسير الطبري" ٧/ ١٥٤، و"معاني النحاس" ٢/ ٤٠٣، والسمرقندي في "تفسيره" ١/ ٢٧٥، و"الكاشف" ٢/ ٧، وابن عطية ٥/ ١٣٤.
(٤) قال السمين في "الدر" ٤/ ٥٤٦: (حاق ألفه منقلبة عن ياء، بدليل يحيق كباع يبيع، والمصدر حيق وحيوق وحيقان، وزعم أنه من الحوق وهو المستدير بالشيء، وهذا ليس بشيء؛ لاختلاف المادة، إلا أن يراد الاشتقاق الأكبر، وأيضًا هو دعوى جردة من غير دليل) ا. هـ. ملخصًا. ونحوه قال أبو حيان في "البحر" ٤/ ٨٠، وانظر: "روح المعاني" ٧/ ١٠٢.
(٥) الكمرة، بالفتح: رأس الذكر. انظر: "القاموس" ص ٤٧١.
(٦) "تهذيب اللغة" ١/ ٧٠٨ (حاق).

<<  <  ج: ص:  >  >>