للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأت على أبي الفضل العروض -رحمه الله (١) - فقلت: أخبركم الأزهري قال: أخبرني المنذري (٢) عن أبي العباس أنه سمع ابن الأعرابي يقول: (أنا أول من فطر هذا، أي: ابتدأه) (٣). وقال ابن الأنباري (٤): (أصل الفطر شق الشيء عند ابتدائه) (٥).

وقوله تعالى: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} يريد: خالقهما ومنشئهما بالتركيب الذي سبيله أن يكون فيه الشق والتأليف عند ضم بعض الأشياء إلى بعض، فلما كان الأصل للشق جاز أن يكون في حال شق إصلاح وفي حال أخرى شق إفساد، ففاطر السموات من الإصلاح لا غير، وقوله: {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} [الملك: ٣]، و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} [الانفطار: ١] من


= أي: بديع السماوت والأرض. ا. هـ وذكر الأول أكثرهم. انظر: "الجمهرة" ٢/ ٧٥٥، و"الصحاح" ٢/ ٧٨١، (فطر)، و"تفسير الثعلبي" ص ١٧٦/ أ، و"تفسير الماوردي" ٢/ ٩٧، و"تفسير ابن عطية" ٥/ ١٤١، و"تفسير ابن الجوزي" ٣/ ١١، والرازي في "تفسيره" ١٢/ ١٦٨.
(١) أبو الفضل العروضي: أحمد بن محمد بن عبد الله الصفار، إمام تقدمت ترجمته.
(٢) المنذري: محمد بن أبي جعفر المنذري، أبو الفضل الهروي، تقدمت ترجمته.
(٣) "تهذيب اللغة" ١٣/ ٣٢٦ (فطر).
(٤) ذكره الرازي في "تفسيره" ١٢/ ١٦٨.
(٥) أهل اللغة والتفسير على أن الفطر بمعنى الشق والخلق والإنشاء. انظر: "مجاز القرآن" ١/ ١٨٧، و"غريب القرآن" لليزيدي ص ١٣٤، و"الجمهرة" ٢/ ٧٥٥، و"المجمل" ٣/ ٧٢٣، و"مقاييس اللغة" ٤/ ٥١٠، و"اللسان" ٦/ ٣٤٣٢ (فطر). وقال السمين في "الدر" ٤/ ٥٥٦: (الفطر: الشق مطلقًا، وقيده الواحدي بشق الشيء عند ابتدائه) ا. هـ. وأكثرهم قيده بذلك. انظر: "العين" ٧/ ٤١٧، و"تفسير غريب القرآن" ص ١/ ١٥١، والطبري في "تفسيره" ١/ ١٥٩، و"نزهة القلوب" ص ٣٥٢، و"الصحاح" ٢/ ٧٨١، (فطر) "تفسير الماوردى" ٢/ ٩٨، و"النهاية" لابن الأثير ٣/ ٣٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>