للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جوابه {قُلِ اللَّهُ} (١)، ومعنى الشهادة البينة من طريق المشاهدة، ونظم هذه الآية مثل نظم قوله تعالى: {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية [الأنعام: ١٢]، وقد ذكرناه (٢). وقال مجاهد: (أمر أن يسأل قريشًا، ثم أمر أن يخبرهم فيقول: {اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ}) (٣).

وقال أبو إسحاق: (أمر الله عز وجل نبيه بأن يحتج عليهم ويعلمهم أن شهادة الله عز وجل بأنه واحد، وإقامة البراهين في توحيده ونبوة نبيه أكبر شهادة، وأن القرآن الذي أتى به يشهد له أنه رسول الله، فقال: {قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} أي: الله الذي اعترفتم بأنه خالق السموات والأرض والظلمات والنور). (٤)


(١) انظر: "غرائب الكرماني" ١/ ٣٥٥ - ٣٥٦، و"تفسير ابن عطية" ٥/ ١٥٠، و"تفسير الرازي" ١٢/ ١٧٦، وقال البخاري في "صحيحه"، و"كتاب التوحيد"، باب {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً}، وسمى الله تعالى نفسه شيئًا {قُلِ اللَّهُ} ا. هـ. وانظر: شرحه في "فتح الباري" ١٣/ ٤٠٢، وحكى الغزالي في "المقصد الأسنى" ص ١٤٨، والرازي في "شرح أسماء الله الحسنى" ص ٣٥٤، الاتفاق على ذلك.
(والظاهر أنه من باب الإخبار فيصح أن يخبر عنه بالشيء لكنه شيء كامل، ولا يقال شيء على سبيل الإطلاق فقط، فهو ليس من أسماء الله تعالى؛ لأنه لا بد أن تتضمن أسماء الله معاني حسنى، لكن يصح أن يخبر عن الله بأنه شيء، ولكن لا يدعى به ولا يسمى به): أفاده ابن تيمية في "لفتاوى" ٦/ ٧٣، وابن القيم في "بدائع الفوائد" ١/ ١٦٢، ومحمد بن صالح العثيمين في "شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري" ص ١٠١.
(٢) جاء في النسخ (وقد ذكرنا) ثم صحح في أعلى السطر من (أ).
(٣) "تفسير مجاهد" ١/ ٢١٢، وأخرجه الطبري ٧/ ١٦٢، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٤/ ١٢٧١، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص ٢/ ٤٣، من طرق جيدة، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ١٢.
(٤) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>