للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَذَابُ اللَّهِ} يريد: الموت {أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ} (١) يريد: القيامة {أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ} يريد: إلى من تتضرعون (٢) إلى هذه الأصنام، يريد: أنكم عند العذاب وعند الموت والشدائد تخلصون وتوحدون وأنتم اليوم لا تصدقوني) (٣)، انتهى كلامه.

وقال أبو إسحاق: ({السَّاعَةُ} اسم للوقت الذي يصعق فيه العباد، واسم للوقت الذي يبعث فيه العباد، فالمعنى: {أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ} التي وُعِدتم فيها البعث والفناء؛ لأن قبل البعث موت الخلق كله {أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ} أي: أتدعون هذه الأصنام والأحجار التي عبدتموها (٤) من دون الله عز وجل، فاحتج الله عليهم بما لا يدفعونه (٥)؛ لأنهم كانوا إذا مسهم الضّر دعوا الله) (٦).

وقال غيره (٧): (الآية حجة على من عبد غير الله بأنه إن أتاه عذاب من قبل الله جل وعز لم يلجأ في كشفه إلا إليه دون كل أحد سواه؛ لأنه لا يملك كشف عظيم البلاء إلا هو).


(١) في (أ): (أتيكم)، وهو تحريف.
(٢) في (ش): (يتضرعون).
(٣) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٣٦، والبغوي ٣/ ١٤٣، وانظر: "زاد المسير" ٣/ ٣٧.
(٤) في (أ): (التي عبد من دون الله)، وهو تحريف.
(٥) في (ش): (بما لا يدفعون).
(٦) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٤٦.
(٧) انظر: "تفسير الطبري" ٧/ ١٩١، والسمرقندي ١/ ٤٨٣، وقال النحاس في "معانيه" ٢/ ٤٢٢ - ٤٢٣: (في هذه الآية أعظم الاحتجاج؛ لأنهم كانوا يعبدون الأصنام، فإذا وقعوا في شدة دعوا الله) ا. هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>