للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال العجاج:

يا صَاحِ هَلْ تَعْرِفُ رَسْمًا مُكْرَسَا ... قَالَ نَعَمْ أَعْرِفُه وأَبْلَسَا (١)

أي لم يُحر إليَّ جوابًا) (٢).

وقال الزجاج: (المبلس: الشديد الحسرة اليائس الحزين) (٣). فالإبلاس في اللغة (٤) يكون بمعنى: اليأس من النجاة عند ورود الهلكة، ويكون بمعنى: انقطاع الحجة، ويكون بمعنى: الحيرة بما يرد على النفس من البلية، وهذه المعاني متقاربة (٥).

وقال ابن الأنباري: (في قوله {أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} عم وجمع تأكيدًا وتشديدًا. كما يقول القائل: أكلنا عند فلان كل شيء وكنا عنده في كل سرور. يريد بهذا العموم تكثير ما يصفه والإطناب فيه ومثله قوله تعالى:


(١) "ديوانه" ١/ ١٨٥، و"مجاز القرآن" ١/ ١٩٢، و"الكامل" للمبرد ٢/ ١٩١، والطبري ٧/ ١٩٥، ١١/ ٣٦٣، و"تهذيب اللغة" ١/ ٣٨٥، و"الصحاح" ٣/ ٩٠٩، والماوردي ٢/ ١١٤، وابن الجوزي ٣/ ٤٠، والقرطبي ٦/ ٤٢٧، و"اللسان" ١/ ٣٤٣ (بلس) وص ٧/ ٣٨٥٤ (كرس)، والمكرس، بكسر فسكون: المتلبد من آثار الأبوال والأبعار حتى صار طرائق بعضه على بعض. وأبلس: سكت.
(٢) "معاني الفراء" ١/ ٣٣٠، والرجز فيه غير منسوب.
(٣) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٤٩.
(٤) انظر: "العين" ٧/ ٢٦٢، و"الجمهرة" ١/ ٣٤٠، و"تهذيب اللغة" ١/ ٣٨٥، و"الصحاح" ٣/ ٩٠٩، و"مقاييس اللغة" ١/ ٣٠٠، و"مجمل اللغة" ١/ ١٣٥، و"المفردات" ص ١٤٣، و"اللسان" ١/ ٣٤٣ (بلس).
(٥) هذا معنى كلام الطبري في "تفسيره" ٧/ ١٩٥، والسجستاني في "نزهة القلوب" ص ٤٢٢، وانظر: "مجاز القرآن" ١/ ١٩٢، و"غريب القرآن" لليزيدي ص ١٣٦، و"تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص ١٦٤، وذكر مثل كلام الواحدي الرازي في "تفسيره" ١٢/ ٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>