للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الفراء: {يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ} (علمًا بأنه سيكون، ولذلك فسر المفسرون {يَخَافُونَ}: يعلمون) (١).

وقال الزجاج: (المراد بالذين {يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا} كل معترف بالبعث من مسلم وكتابي. قال (٢): وإنما خص الذين يخافون الحشر دون غيرهم وهو - صلى الله عليه وسلم - كان ينذر جميع الخلق؛ لأن {الَّذِينَ يَخَافُونَ} الحشر الحجة عليهم أوجب، لاعترافهم بالمعاد) (٣). وقال غيره من أهل المعاني: (هم الكفار؛ لأنهم يشكّون في الحشر، ولذلك قال: {يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا}) (٤).

وقوله تعالى: {إِلَى رَبِّهِمْ} أي: إلى المكان الذي جعله ربهم لمجتمعهم (٥).


= والمخافة طرفًا من العلم) ا. هـ وقال ابن عطية ٥/ ٢٠٦: (يخافَوَن على بابها وكونها بمعنى العلم غير لازم) ا. هـ وانظر البغوي ٣/ ١٤٥.
(١) "معاني الفراء" ١/ ٣٣٦.
(٢) لفظ: (قال) ساقط من (ش).
(٣) انظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٢٥١، و"النحاس" ٢/ ٤٢٨.
(٤) انظر: "تفسير ابن عطية" ٥/ ٢٠٦، والرازي ١٢/ ٢٣٢، قال ابن عطية: (الآية تعم بنفس اللفظ كل مؤمن بالبعث من مسلم وكتابي والنبي - صلى الله عليه وسلم - مأمور بإنذار جميع الخلائق، وإنما وقع التخصيص هنا بحسب المعنى الذي قصد، ذلك أن فيما تقدم من الآيات نوعًا من اليأس في الأغلب عن هؤلاء الكفرة. فكأنه قيل له هنا: قل لهؤلاء الكفرة المعرضين كذا، ودعهم ورأيهم لأنفسهم، وأنذر هؤلاء الآخرين الذين هم مظنة الإيمان وأهل للانتفاع، ولم يرد أنه لا ينذر سواهم، بل الإنذار العام ثابت مستقر) ا. هـ ملخصًا.
(٥) انظر "تفسير الرازي" ١٢/ ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>