للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حَتى تَحَيَّرَتِ الدَّبَارُ كأنَّها ... زَلَفٌ وألْقَى قِتُبها المَحْزُومُ (١)

يقول: امتلأت ماءً فتردد على جوانبها.

قال ابن عباس: (هذا مثل ضربه الله للآلهة ومن يدعو إليها وللدعاة الذين يدعون إلى الله، كمثل رجل تائه ضال عن الطريق له أصحاب يدعونه إلى الطريق: هلم يا فلان إلى الطريق، فإن أتبع الداعي الأول انطلق به حتى يلقيه في هلكة، وإن أجاب من يدعوه إلى الطريق اهتدى. يقول: مثل من يعبد هذه الآلهة مثل من دعاه الغيلان في المفازة باسمه واسم أبيه فيتبعها، ويرى أنه في شيء، فيصبح وقد ألقته في هلكة أو في مضلة من الأرض يهلك فيها عطشًا، فهذا مثل من أجاب الآلهة التي تعبد من دون الله) (٢).

وقال مجاهد (٣): (هذا مثل من ضل بعد الهدى)، وقال ابن عباس في رواية عطاء: (يعني بهذه الآية: عبد الرحمن (٤) بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-،


(١) في النسخ الديار. وفي (ش): (المخزوم)، وهو تصحيف وخلاف ما في المراجع.
(٢) أخرجه الطبري ٧/ ٢٣٦، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣١٢ بسند جيد، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٢٥٩.
(٣) "تفسير مجاهد" ١/ ٢١٨، وأخرج الطبري ٧/ ٢٣٦، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٢ من طرق جيدة نحوه، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٤١.
(٤) عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي أبو محمد صحابي جليل، أكبر ولد الصديق، وشقيق عائشة رضي الله عنهما، أسلم قبيل الفتح، وكان فارسًا من أشجع قريش وأرماهم بسهم، شهد اليمامة والفتوح. وتوفي سنة ٥٣ هـ أو بعدها.
انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري ٥/ ٢٤٢، و"الاستيعاب" ٢/ ٣٨٢، و"تهذيب الأسماء واللغات" ١/ ٢٩٤، و"سير أعلام النبلاء" ٢/ ٤٧١، و"الإصابة" ٢/ ٤٠٧، و"تهذيب التهذيب" ٢/ ٥٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>